التحديات التمويلية والسياسية تهدد إمكانات الطاقة الشمسية في إفريقيا
الخميس 23 أكتوبر 2025 - 10:44 م
تعد القارة الإفريقية موطنًا لـ 54 دولة، وتتمتع بساعات طويلة من سطوع الشمس أكثر من أي قارة أخرى. كما تتمتع بأعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، مما يوفر فرصًا "شبه غير محدودة" لاستخدام الطاقة الشمسية، حسب بنك التنمية الإفريقي. تعتبر الطاقة الشمسية الحل المثالي لتوفير الكهرباء النظيفة للملايين من سكان القارة الذين يعيشون بدون كهرباء.
ومع ذلك، حسب وكالة الطاقة الدولية، لم تتجاوز قدرة الطاقة الشمسية المركبة في إفريقيا 21.5 غيغاواط في عام 2024، بينما أنتجت الصين 198 غيغاواط بين يناير ومايو من العام نفسه.
وقال برونو إديني، المحلل في وكالة الطاقة الدولية، إن المشكلة الكبرى تكمن في كون مراكز السكان في العديد من الدول الإفريقية متناثرة ومنخفضة الكثافة.
بينما تختلف التحديات من دولة لأخرى، تعاني شبكات الطاقة الوطنية غالبًا من صعوبات في التمدد خارج المدن بسبب التكاليف الباهظة للبنية التحتية وعقبات تنظيمية وغموض السياسات الحكومية، بالإضافة إلى الصراعات. ومع الطاقة الشمسية، تتفاقم المشكلات بسبب تكاليف المعدات الأولية للمزارع الضخمة. وتعمل مشاريع دولية عديدة على معالجة هذه التحديات.
من بين أشد هذه المشاريع طموحًا مبادرة "تحويل الصحراء إلى طاقة" التابعة لبنك التنمية الإفريقي، التي تهدف إلى توفير 10 غيغاواط من الطاقة الشمسية إلى 11 دولة في منطقة الساحل بحلول عام 2030.
لكن حتى الآن، تم تمويل جزء بسيط من الطاقة المستهدفة، وعرقلت الاضطرابات السياسية التقدم مثل الانقلابات. وقد صنف البنك الدولي العديد من دول المشروع في قائمة الدول المتضررة من النزاعات بحلول عام 2024.
وعلى مدى العقدين الماضيين، حصلت إفريقيا على 2% فقط من الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة، رغم إمكاناتها الهائلة. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن توفير الكهرباء لكافة سكان القارة بحلول عام 2030 سيكلف 25 مليار دولار سنويًا.
ومع زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، خصوصًا العسكرية، لا يزال الاستثمار أقل من المطلوب لتحقيق الأهداف. وحسب وكالة الطاقة الدولية، ستساهم الطاقة الشمسية الموزعة بنسبة 42% من التوسع في الطاقة الشمسية الكهروضوئية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذكر هيمي بهار، كبير محللي الطاقة في وكالة الطاقة الدولية، أن الأنظمة الشمسية المنزلية والشبكات الصغيرة قد تعمل كـ "جسر مؤقت" لحين اكتمال الشبكة العامة.
وأوضح بهار أن انخفاض التكاليف يجعل الطاقة الشمسية خيارًا بديهيًا بدلاً من مولدات الديزل للعائلات. ورغم ذلك، يظل رأس المال الأولي المطلوب عائقًا كبيرًا.
تشير التقديرات إلى أن 22% فقط من الأسر التي لا تمتلك كهرباء تستطيع تحمل تكلفة الطاقة الشمسية من المستوى الأول، لذا تُعد السياسات الحكومية ورأس المال الاستثماري حاسمة في تعزيز تبني الطاقة الشمسية.
ونوه إلى أن بدون دعم الحكومات في شكل تمويل أو برامج تمويلية، يصعب على الكثيرين في إفريقيا دفع تكاليف الكهرباء.
إنتاج الطاقة الشمسية المركبة في إفريقيا بلغ 21.5 غيغاواط في 2024، بينما أنتجت الصين 198 غيغاواط في خمسة أشهر. توفير الكهرباء لأفريقيا بحلول عام 2030 سيحتاج إلى 25 مليار دولار سنويًا.
مواد متعلقة
المضافة حديثا