الغاز الطبيعي: بوابة المكسيك نحو التحول في الطاقة
الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 05:33 ص

هناك جدل مستمر حول كيفية تحقيق التحول في مجال الطاقة، حيث ترى الدول المتقدمة والمناطق النامية الموضوع من زوايا مختلفة. بينما ترى أوروبا أن الوقت قد حان لتسريع التحول للطاقة المتجددة، تعاني مناطق في آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا من تباطؤ اقتصادي يعيق هذا التحول.
في ظل هذا النقاش، يعرض خبراء فكرة استخدام الغاز الطبيعي كوقود انتقالي. يُعتبر الغاز أقل ضرراً للبيئة نسبياً مقارنة مع أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، وأسهل في الاستفادة منه، كما يُعد خطوة أولى نحو تحقيق انتقال مستدام للطاقة المتجددة.
تعد المكسيك مثالاً بارزاً في هذا السياق، فهي من الدول المستوردة والمستخدمة بشكل كبير للغاز لأغراض توليد الكهرباء، رغم أن نسبة استخدام المركبات الكهربائية هناك لا تزال محدودة. وقد أظهرت دراسة حديثة أن الطلب على الغاز في المكسيك لتوليد الكهرباء زاد خمسة أضعاف منذ عام 2020.
ازداد اعتماد المكسيك على واردات الغاز من الولايات المتحدة نتيجة لانخفاض الإنتاج المحلي، فيما زادت المشتريات الدولية بأكثر من 22 ضعفاً. تشير التقديرات إلى أن نصف الكهرباء المستهلكة في 2024 يعتمد على خطوط أنابيب الغاز من الجانب الشمالي للمكسيك.
هذا الوضع يعكس هشاشة في مجال الطاقة في البلاد، إلا أن دراسة تقدر أنه إذا تمكنت المكسيك من توليد 45% من كهربائها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، فإنها قد تخفض تكاليف الاستيراد بمقدار 1.6 مليار دولار سنوياً.
تحقيق هذه الأهداف بالنسبة لقطاع الغاز في المكسيك يتطلب سلسة من القرارات التي تتعلق بالابتكار ووضع سياسات جديدة، بالإضافة إلى تحسين الإنتاج المحلي والتخزين والتوزيع. تحاور شامل بين الأطراف قد يكون مهماً لتنسيق الجهود وتحقيق التنمية المستدامة، وفقاً لما يراه المدير الفني لجمعية الغاز الطبيعي في المكسيك.
يوضح غييرمو غوميز أن الغاز الطبيعي يمكن النظر إليه كوقود انتقالياً يسمح بالتفاعل مع مصادر طاقة أخرى، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية. ومن الملفت أن بعض أنواع الوقود الحيوي مثل الغاز الحيوي يجري اعتماده تدريجياً في المكسيك ويماثل في خصائصه الكيميائية الغاز الطبيعي.
حرق الغاز الطبيعي ينتج عنه أقل نسبة من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالفحم، وهو يساهم في تقليل الانبعاثات عندما يتعلق الأمر باستخدامه في المركبات، حيث يخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالبنزين أو الديزل.
من جهة أخرى، يُساهم استخدام الغاز الطبيعي أيضاً في تقليل الجسيمات المعلقة التي تؤدي إلى تدهور نوعية الهواء وتسبب مشاكل تنفسية في المدن الملوثة مثل مكسيكو سيتي. الغاز الحيوي يمكن استخدامه في العمليات الحرارية كبديل للغاز الطبيعي، ويُنتج من تحلل المواد العضوية مثل النفايات المختلفة.
التقدم في هذا المجال سيكون له أهمية كبيرة للعقد القادم وخاصة في أميركا اللاتينية مع تزايد تأثيرات التغير المناخي وحساسية البيئة والتلوث. المحاكاة والاستفادة من التجارب الناجحة ستكون أمراً حيوياً للحكومات والشركات والمستهلكين. عن "إل باييس"
التحدي الأكبر يظل في القدرة على تحقيق الأهداف الطموحة مثل توليد 45% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2030، والذي من شأنه أن يخفض من تكاليف الاستيراد السنوي وهذا يدل على تأثير اقتصادي إيجابي على المدى البعيد.
مواد متعلقة
المضافة حديثا