حلب.. عبق التاريخ ووحي الحضارة في أقدم مدن الأرض
السبت 14 يونيو 2025 - 02:00 ص

أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن مشروع كلمة للترجمة، كتاب حلب.. تراث وحضارة، للباحث الفرنسي جان كلود دافيد. نقلت الكتاب إلى العربية الدكتورة هلا أحمد أصلان وراجعه كاظم جهاد.
يتناول الكتاب مدينة حلب كواحدة من أقدم المدن المأهولة، حيث يقدم قراءة في نشأتها وتطورها ضمن نسيجها الحضاري، متسائلاً عن سرّ استمراريتها عبر العصور مدينة نابضة بالحياة.
يتساءل المؤلف: هل يعود ذلك إلى تعدد الحيوات التي مرت بها منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، أم أنها هوية حضارية متماسكة استطاعت تجاوز تقلبات المنطقة؟
يطرح دافيد تساؤلات حول الشواهد الحيّة من تاريخ المدينة البيزنطي والروماني والهلنستي وأخرى، وما إذا كان ما تبقى مجرد جدران وقطع أثرية صامتة.
يتناول الكتاب جدلية الذاكرة والهوية في السياق الحلبي، ويقترح قراءة متعددة الأبعاد للمدينة، المتمثلة في كونها مدينة إسلامية، مسيحية، يهودية، وآرامية.
تبرز خصوصية المجتمع الحلبي من خلال الانتقاء والرفض لموروثات الماضي، ليظهر الكتاب كيف تجلّت المدينة بتراثها ومهاراتها الحرفية بعيدا عن أنماط العولمة، وأحيانا في مواجهتها.
المؤلف جان كلود دافيد يعرض وعياً بخلفيته الاستشراقية، حيث يسعى لإنصاف مدينة حلب والتراث بعيداً عن الأحكام الجاهزة.
جان كلود دافيد، هو أحد أبرز المتخصصين في الجغرافيا والتراث الثقافي للمدن التاريخية، أسس شغفه بمدينة حلب منذ أطروحته الدكتوراه حول المناظر الحضارية في حلب.
عمل دافيد في بلدية حلب وتولى مناصب بحثية في المعهد الفرنسي للدراسات العربية، مساهما في دراسة عمارة المدن السورية ومدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كتب عدة مؤلفات عن التراث السوري والشرق أوسطي منها الشعلان 2019، حلب بوابة المشرق 2003، ووقف إبشير باشا في حلب 1982.
مترجمة الكتاب، الدكتورة هلا أحمد أصلان، باحثة معمارية سورية متخصصة في تاريخ الفن والتراث، حاصلة على دكتوراه من المدرسة التطبيقية بباريس.
شاركت الدكتورة هلا في مبادرة إعادة تأهيل الأسواق التاريخية في سورية بعد الحرب ونالت جوائز عالمية مرموقة لأبحاثها في هذا المجال.
• الكتاب يتناول جدلية الذاكرة والهوية، ويقترح قراءة متعددة الأبعاد للمدينة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا