الصين تستغل المعادن النادرة للضغط على الولايات المتحدة في محادثات التجارة
الأحد 15 يونيو 2025 - 03:53 ص

استخدمت بكين استراتيجية ذكية من خلال ورقة المعادن النادرة للضغط على واشنطن، مما أتاح لها كسب الوقت لبناء نقاط قوتها وإطالة أمد المفاوضات مع الولايات المتحدة لإرضاخها لمطالبها.
هذا ما اتبعته بكين منذ أن رفع ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية في أبريل الماضي، بهدف دفع الصين لاستيراد المزيد من السلع الأميركية.
بدلاً من الرضوخ، استغلت الصين ورقتها الرابحة، وهي سيطرتها على المعادن النادرة التي تعتمد عليها الولايات المتحدة، وركزت على محادثات مطولة بدلاً من الوصول إلى نتائج ملموسة.
لو كتب الرئيس الصيني شي جين بينغ كتاباً بعنوان "فن التعامل مع ترامب"، فقد يدعو فيه إلى استغلال نقاط ضعف ترامب لتعزيز موقفه.
وأشار محللون إلى أن اجتماعات مثل تلك التي عُقدت في لندن وجنيف تُبقي الولايات المتحدة في مفاوضات حول خطوات إجرائية غامضة.
هذا يسمح للصين بتجنب النزاعات الشائكة، مثل دعم الصناعات بشكل غير عادل وإغراق الأسواق بالبضائع.
قال جوناثان كزين إن الصين مرتاحة لهذه الدورة من المناوشات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، والتي تليها حلقات دبلوماسية تعود للوضع الراهن.
وأضاف: "لعبة القط والفأر تمنع الولايات المتحدة من إحراز أي تقدم في معالجة المخاوف الأميركية بشأن سياسات الصين".
الصين لديها تاريخ طويل في إحباط الولايات المتحدة في الحوارات الاقتصادية التي غالباً ما لا تُفضي إلى نتائج.
ويقول النقاد إن هذا التفاعل يسمح لبكين بتجنب الضغوط الأميركية مع الاستمرار في بناء اقتصادها.
المعادن النادرة مثال على ذلك، حيث تهيمن الصين على إمدادات العالم منها، والتي تُستخدم في السيارات و"الروبوتات".
رداً على رسوم ترامب، أوقفت بكين شحنات المعادن النادرة. وحتى مع تفاوض البلدين، شددت الصين قبضتها على تهريبها.
اجتمع المسؤولون الصينيون في مايو لوضع استراتيجية لمنع تهريب المعادن النادرة.
أصدروا بياناً يشير إلى أن مراقبة الصادرات مرتبطة بالأمن القومي ومصالح التنمية.
قالت كيرستن أسدال إن بكين تتخذ إجراءات متزايدة لتعزيز قبضتها على الصادرات الاستراتيجية.
وأضافت: "يمكن لبكين تشديد أو تخفيف سياستها بدقة بناءً على الظروف السياسية".
لم يتضح ما أتفق عليه في لندن، فقد قال ترامب إن "الصين ستوفر المغناطيسات والمعادن النادرة".
لم تعلن الصين صراحة أن شحنات المعادن ستعود كما السابق.
قال وانغ يوشينغ: "الصين تُحاول التهرب من التهديد بفرض قيود على الصادرات".
استراتيجية الرئيس الصيني ليست خالية من المخاطر، حيث إن اقتصاد الصين ليس قوياً كما كان.
الصادرات التي تُعتبر المحرك الاقتصادي الرئيسي للصين تباطأت، وستظل الرسوم الجمركية ضارة.
سوق العقارات الصينية تحاول الخروج من الأزمة، كما تضررت صناعة السيارات الكهربائية.
الحكومة الصينية أعلنت توجيهات لتلبية احتياجات الشعب الصعبة في التعليم والرعاية.
يراهن الرئيس الصيني على قدرته على الصمود أكثر من ترامب مستغلاً استياء العامة في الولايات المتحدة.
توفير الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، بعد اتصال هاتفي بين ترامب وشي، هدنة هشة للغاية.
قال المتحدث باسم الخارجية الصينية: "لطالما أوفت الصين بالتزامها وحققت نتائج".
انتهى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأزمة التي اندلعت بين البلدين، وتواصلت المحادثات في لندن.
مواد متعلقة
المضافة حديثا