الأدوية المخصصة للتنحيف: مخاطر صحية تؤدي لملامح غائرة وأسنان متآكلة

السبت 14 يونيو 2025 - 01:29 ص

الأدوية المخصصة للتنحيف: مخاطر صحية تؤدي لملامح غائرة وأسنان متآكلة

راشد مطر

في وسط حمى أدوية التخسيس التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، يبرز دواءا "أوزمبيك" و"ويغوفي" كأهم الأسماء التي سطعت في عالم إنقاص الوزن. لكن ما بدأ كحل سحري لمشكلة السمنة، تحول إلى كابوس حقيقي للعديد من المستخدمين الذين اكتشفوا أن هذه الأدوية تأتي بتكاليف تتجاوز السعر المادي بكثير.

يذكر أستاذ التشريح في جامعة لانكستر آدم تايلور في مقال في موقع "ذا كونفرسيشن" أن مصطلح "وجه أوزمبيك" أصبح شائعاً في الأوساط الطبية والتجميلية، حيث يصف التغيرات الجذرية التي يسببها هذا الدواء لمظهر الوجه. العديد من المستخدمين بدأوا يلاحظون ظهور ملامح غائرة ومجوفة، مع زيادة في التجاعيد وترهل الجلد، ما يعطي انطباعاً بالشيخوخة المبكرة. والسبب يعود إلى أن المادة الفعالة "سيماجلوتيد" لا تميز بين الدهون الزائدة وتلك التي تعطي الوجه حيويته.

لكن المخاطر لا تقف عند المظهر الخارجي فقط بل تمتد لتشمل صحة الفم والأسنان. فجفاف الفم أصبح من الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية، حيث يقلل من إفراز اللعاب بنسبة تصل إلى 40%، ما يؤدي إلى لزوجة في الفم ورائحة كريهة تتفاقم بمرور الوقت. كما لوحظ زيادة في حالات تسوس الأسنان وأمراض اللثة نتيجة ازدهار البكتيريا الضارة في وسط الفم الجاف.

ولعل أكثر الآثار إثارة للقلق هو تآكل الأسنان الصعب الإصلاح، وخاصة على السطح الخلفي منها. فالقيء المتكرر، وهو من الآثار الجانبية المعروفة للدواء، يعرض الأسنان لأحماض المعدة القوية مما يؤدي إلى تآكل تدريجي قد يسفر عن فقدان الأسنان على المدى الطويل.

وللحد من هذه الآثار، ينصح الخبراء بالحفاظ على ترطيب الفم من خلال شرب 6-8 أكواب ماء يومياً، ومضغ علكة خالية من السكر لتحفيز إفراز اللعاب. كما يوصى بتأخير غسل الأسنان لمدة 30 دقيقة بعد القيء، واستخدام البروبيوتيك للمساعدة في توازن بكتيريا الفم.

يشدد الأطباء على أن بعض الأضرار، تحديداً تلك التي تصيب الأسنان، قد تكون دائمة ولا يمكن إصلاحها حتى بعد التوقف عن تناول الدواء. وبالتالي، ينصح الأطباء بأهمية الموازنة بين الفوائد والمخاطر والتشاور مع طبيب متخصص قبل بدء أي من هذه العلاجات.


مواد متعلقة