خبراء: الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً لوظائف البشر
الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 12:40 ص

ناقش خبراء ومتخصصون في سوق العمل والذكاء الاصطناعي خلال فعالية "الإمارات اليوم"، أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرات ضخمة في سوق العمل، لكنه لن يستبعد الإنسان ولن يسعى لسرقة وظائفه. بل سيعيد تشكيل دوره ويجبره على التكيف والتطور، مؤكدين أن هناك 22 وظيفة في خمس مجالات ستظل غير متأثرة بالذكاء الاصطناعي لفترة طويلة.
تتطلب هذه الوظائف تعاطفًا بشريًا أو مهارات حسية معقدة، مثل التمريض، رعاية الأطفال، العلاج النفسي، الفنون، والقيادة التربوية. وأثير سؤال شائع بين الحضور في أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي يُعقد في متحف المستقبل في دبي: "هل سيسرق الذكاء الاصطناعي وظيفتي؟"، مع انتشار القلق بين الموظفين في كل القطاعات.
استمعت "الإمارات اليوم" إلى آراء خبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي، لمناقشة العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا الذكية. وأوضح مدير مركز دبي للذكاء الاصطناعي، سعيد الفلاسي، أن الذكاء الاصطناعي لم يُخلق ليحل محل الإنسان، بل ليكون أداة تمدده وتعزز كفاءته. أكد أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للوظائف، بل يُعتبر جزءًا من تطور تكنولوجي يفتح فرصاً جديدة.
وأضاف الفلاسي أن المستقبل يتطلب منظومة أخلاقية لضمان أن الذكاء الاصطناعي لا يصبح أداة للإقصاء. وأفاد أن شراكة ذكية بين الإنسان والآلة ستؤدي إلى عالم أكثر عدلاً وكفاءة، وأن النجاح المستقبلي لن يعتمد على الاحتفاظ بالوظائف بل بإعادة ابتكار الأدوار.
وأشار خبير الذكاء الاصطناعي، الدكتور محمد عبدالظاهر، إلى خمس مجالات غير متأثرة بالذكاء الاصطناعي، أبرزها المهن الإنسانية مثل الأطباء النفسيين والمعالجين الذين يتطلبون فهماً للعاطفة والسياق الإنساني، والمهن الإبداعية الفنية الغنية بالتجربة الإنسانية، فضلاً عن المهن التربوية والتعليمية التي تجمع بين التعليم والتهذيب.
ويبرز مجال القيادة لإتخاذ القرارات الاستراتيجية كمجال يتطلب الحكمة البشرية، بالإضافة إلى الحاجة لفهم القيم والثقافة في العمل. وبيّن أن الوظائف المتعلقة بالتشريعات والسياسات ستبقى بحاجة إلى التدخل البشري، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذها بدون ذلك.
فيما يتعلق بالمهن اليدوية المعقدة، مثل النجارة وصناعة المجوهرات، تظل غير متأثرة بالذكاء الاصطناعي بسبب احتياجها للمهارة والحس الفني الشخصي، كما هو الحال مع فنون الطهي التي تتطلب التذوق والتجربة الفريدة.
من جهة أخرى، أشارت الدكتورة شيرين موسى إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إعادة هيكلة بيئات العمل، إذ يساعد في تعزيز الإنتاجية والإبداع من خلال دمج الأدوات الذكية في الأنظمة الرقمية، ما يسمح بخلق بيئات افتراضية تفاعلية ترفع من مستوى مهارات الموظفين.
ودفعت إلى ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء كوادر بشرية أكثر مرونة تجاه التقنيات المستقبلية. ويدعو الدكتور أشرف النجار إلى رؤية التحولات كتوجه نحو زيادة الإنتاجية، وليس سرقة الوظائف، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحرير الموظفين من المهام المكررة.
أكد الخبراء أن الوظائف الأكثر تهديدًا هي تلك التي تعتمد على مهام مكررة، مثل إدخال البيانات والمحاسبة التقليدية، ولكن يمكن الحفاظ عليها بتعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التقنية والتحرك نحو أدوار إشرافية أو تحليلية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم