جمال بن حويرب: قمة المعرفة تبني مستقبلًا جديدًا للإنسانية
الإثنين 17 نوفمبر 2025 - 02:58 ص
أكد المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، جمال بن حويرب، أن قمة المعرفة لم تكتفِ بمهمة استشراف المستقبل، بل ركزت على صنعه خلال 10 سنوات، محولةً دبي إلى مركز عالمي للإبداع والاقتصاد المعرفي، ومنصة لانطلاق مشروعات ومبادرات تجعلها مبتكراً ومصدراً للمعرفة، معتمدةً على العقول والابتكار.
أشار إلى أن منجزات القمة تشمل مركز المعرفة الرقمي وأكاديمية مهارات المستقبل، حيث يضم المركز 15 مليون مادة رقمية ومليون عنوان عربي، تخدم أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم من 172 دولة، بينما استفاد 10 آلاف متعلم من الأكاديمية عبر 114 ألف ساعة تدريب، و15 ألف برنامج خلال عام واحد.
وكشف في حديث مع الإمارات اليوم أن العقد المقبل سيشهد توسعاً دولياً لقمة المعرفة، عبر إطلاق نسخ إقليمية في آسيا وأوروبا، ومسارات سنوية للشباب، ومبادرات بحثية مشتركة مع جامعات عالمية، مع استمرار "حوارات المعرفة" على مدار العام.
أكد بن حويرب أن العالم العربي شهد منذ 2014 تحولًا ملموسًا في إدراك أهمية المعرفة للتنمية، وإن كان بدرجات متفاوتة بين الدول.
حول جهود المؤسسة في تعزيز المحتوى العربي الرقمي وتوطين المعرفة، أكد أن المؤسسة تركز على تحويل العالم العربي من مستهلك للمعرفة إلى منتج لها، عبر مبادرات أبرزها مركز المعرفة الرقمي، الذي أصبح من أكبر المنصات الرقمية الناطقة بالعربية والإنجليزية في مختلف المجالات.
يضم المركز أكثر من 15 مليون مادة بين كتب وأبحاث ومقالات ومخطوطات وفيديوهات ومحتوى صوتي، ويخدم أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم من 172 دولة، وهناك 10 ملايين عملية تصفح شهريا بمعدل ثلاث صفحات لكل زيارة، ما يعكس فاعلية المنصة في جذب المستخدمين والحفاظ على تفاعلهم.
قال إن الثورة الرقمية أعادت تعريف مفهوم المعرفة جذرياً، ولم تعد محصورة في الكتب أو المؤسسات الأكاديمية، بل أصبحت ديناميكية ومتدفقة ومتاحة بضغطة زر، موضحاً أن المعرفة لم تعد هدفاً بحد ذاتها، بل أصبحت أداة لبناء المستقبل وركيزة للاقتصادات الرقمية القائمة على الإبداع والابتكار.
وأضاف بأن أكاديمية مهارات المستقبل تُعتبر من أبرز منجزات القمة، إذ ساعدت في تأهيل الشباب العربي لمتطلبات اقتصاد المعرفة، حيث مكنت نحو 10 آلاف متعلم خلال عام واحد، عبر 114 ألف ساعة تعلم و15 ألف برنامج تعليمي.
كما عززت القمة التعاون البحثي بين الجامعات العربية والعالمية من خلال برامج الشراكة والتبادل.
تحدث بن حويرب عن مسيرة القمة، موضحاً أنها ركزت على أن تكون منصة تؤثر مباشرة في تقدم المجتمعات واستشراف مستقبلها، عبر مشروعات عالمية مثل مؤشر المعرفة العالمي، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تكرم العلماء والمؤسسات المتميزة، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
أوضح أن القمة تحولت خلال العقد الماضي من حدث صغير إلى منصة عالمية رائدة لصياغة مستقبل المعرفة والابتكار، فالقمة الأولى عقدت 16 جلسة فقط واستضافت نحو 100 متحدث وحضرها 500 شخص، أما اليوم فقد تجاوزت 10 نسخ، ضمت أكثر من 1000 جلسة و900 متحدث بحضور 1.2 مليون شخص، ووصل محتواها إلى 203 ملايين مشاهدة رقمية، وأطلقت 71 بودكاست متخصصاً.
أكد الدور المحوري للقمة في بناء شراكات استراتيجية، أبرزها مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عبر مشروع المعرفة الذي يوفر أدوات بحثية دقيقة للحكومات لوضع سياسات تعليمية وابتكارية قائمة على بيانات واضحة، تدعم أهداف التنمية المستدامة 2030.
أضاف أن القمة فتحت آفاق تعاون مع القطاعين الحكومي والخاص وشركات التكنولوجيا العالمية مثل كورسيرا، لتأهيل الكفاءات العربية، لتصبح منصة دولية تجمع الشرق والغرب، وتعزز المعرفة والابتكار كأدوات رئيسة للتقدم الإنساني.
أشار إلى أن أثر القمة يظهر في التحولات في التفكير والسياسات التعليمية والبحثية، إذ وفرت مؤشرات ومعطيات علمية موثوقة أصبحت مرجعاً لصناع القرار لتطوير أنظمتهم التعليمية واستراتيجياتهم الوطنية للابتكار.
أكد أن القمة تُقيَّم بما تركته من أثر فكري وسياساتي طويل المدى على التعليم والبحث العلمي، مؤكداً قدرتها على تحويل المعرفة إلى أدوات عملية للتنمية والابتكار.
وتابع قائلاً إن التحدي الأكبر عند انطلاق قمة المعرفة كان في تغيير النظرة التقليدية للمعرفة لتصبح قضية تنموية واقتصادية وإنسانية، وليس مجرد مسألة أكاديمية، إضافة إلى صعوبة استقطاب شخصيات عالمية مؤثرة وتصميم برنامج يجمع بين العمق العلمي والتأثير المجتمعي.
أشار إلى أن الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والإيمان برسالة المؤسسة حولت التحديات إلى محفزات وجعلت القمة حدثاً سنوياً منتظراً عالمياً.
أكد أن رؤية سموه كانت لإدراك المكانة الحقيقية للقمة كأداة عملية لترجمة فكر القيادة إلى مشروعات ومبادرات ريادية، ومنصة استراتيجية تربط المؤسسات والباحثين وصناع القرار دولياً.
وفيما يتعلق بالاتجاهات المستقبلية للمؤسسة، أكد أن مؤشر المعرفة العالمي يخضع لتحديث شامل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ليصبح أدق في قياس جاهزية الدول للمستقبل المعرفي، عبر دمج مؤشرات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار والاستدامة.
أضاف أن العمل يشمل توسيع قاعدة الدول المشاركة وتطوير أدوات رقمية تفاعلية لتمكين صناع القرار من تحليل البيانات بمرونة.
قال إن هذه الخطوة تمثل مرحلة جديدة من مشروع المعرفة، تنتقل فيها المبادرة من قياس المعرفة إلى توجيه سياساتها لدعم التنمية والابتكار في العالم العربي.
أفاد بأن العقد المقبل سيشهد توسعاً دولياً للقمة بإطلاق نسخ إقليمية في آسيا وأوروبا ومسارات سنوية للشباب، إلى جانب استمرار "حوارات المعرفة" على مدار العام.
أضاف أن القمة ستترسخ كمختبر عالمي للأفكار وحاضنة للمبادرات التي تعيد تشكيل التنمية المعرفية، مع التركيز على التكامل مع مشروعات المؤسسة الرقمية لتصبح منصة دائمة لتطبيق المعرفة وقياس أثرها عالمياً.
وجه رسالة للشباب بمناسبة مرور 10 سنوات على انطلاق القمة، مؤكداً أن المعرفة ليست ترفاً بل طريق المستقبل، وتعترف بالعالم اليوم لغة المهارة والابتكار وتحويل الأفكار إلى قيمة.
حثّ الشباب على الاستثمار في عقولهم وتطوير مهاراتهم وعدم انتظار الفرص بل خلقها بأنفسهم، مشيراً إلى أن القمة فتحت الأبواب لهم في العقد الأول، وأن العقد المقبل سيكون فرصتاً للشباب العربي للعبور نحو الريادة.
اختتم حديثه بقوله إن فكرة قمة المعرفة انطلقت قبل 10 سنوات برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أن مستقبل المجتمعات يُبنى بالعقول وليس بالثروات، مؤكداً أن القمة ولدت لتكون منصة عالمية تجمع صناع القرار والمفكرين لتبادل الخبرات وإطلاق مبادرات داعمة للتنمية المستدامة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا