5 مخاطر يجب على الآباء الحذر منها في أوقات فراغ الأطفال

السبت 26 يوليو 2025 - 11:51 م

5 مخاطر يجب على الآباء الحذر منها في أوقات فراغ الأطفال

ميساء الشيخ

تعتبر مشكلة استغلال وقت الفراغ بشكل غير ملائم من المشكلات التي تواجه الكثير من الأطفال والمراهقين، حيث يشير الخبراء إلى خمس مخاطر رئيسية تهددهم بسبب ذلك، وهي الانحراف السلوكي، والإدمان الرقمي، والتعرض للتحرش أو الاستغلال، والانعزال الاجتماعي، وضياع الفرص التعليمية والتطويرية.

تعمل العديد من الجهات في الدولة على تقديم أنشطة موجهة للشباب، تُساعدهم على استغلال أوقات فراغهم بشكل إيجابي خلال عطلة الصيف، مما يحميهم من تأثيرات الفراغ السلبية.

وتعتبر الأنشطة الترفيهية الهادفة استثمارًا اجتماعيًا في صحة ومستقبل الأبناء، حيث تُساهم في تقليل التوتر، وبناء الثقة بالنفس، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وتحسين الصحة البدنية والرفاهية العامة.

وينبّه المختصون إلى مخاطر الفراغ الطويل خلال العطلة الصيفية، لأنه يمكن أن يقود الأبناء إلى قضاء أوقات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، ويؤدي إلى انحرافات سلوكية بسبب البحث عن ما يكسر الروتين والملل.

ويحث المختصون أولياء الأمور على إدارة وقت أبنائهم بشكل إيجابي، عبر دمجهم في أنشطة متنوعة مثل الرياضية والثقافية والفنية، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم المجتمعية وتعلم اللغات لتحسين استغلال وقتهم وتنمية روح الانضباط لديهم.

أكد الخبير التربوي الدكتور سعيد نوري أن الإجازة الصيفية توفر فترات طويلة من الفراغ لدى الأبناء، مما يستدعي رقابة شديدة عليهم لأن الفراغ قد يقودهم إلى سلوكيات غير لائقة تناسب أعمارهم.

وأشار إلى أن المخاطر تشمل الانحراف السلوكي والانجراف مع أصدقاء السوء، والذي قد يؤدي إلى سلوكيات مثل التدخين والعنف. كما قد يزداد الإدمان الإلكتروني، حيث يقضي الأبناء ساعات طويلة أمام الهواتف والألعاب الإلكترونية، مما يؤدي إلى العزلة وضعف التركيز.

وأوضح أن عدم استغلال الوقت بشكل إيجابي يمكن أن يجعل الأبناء يواجهون صعوبة في التأقلم مع بداية العام الدراسي الجديد.

وقدّم بعض الاقتراحات لاستغلال وقت الأبناء بشكل إيجابي، مثل الالتحاق بدورات تدريبية، وتعلم مهارات جديدة متوفرة في كافة أنحاء الدولة، وكذلك تعلم لغات مختلفة مثل الإنجليزية والفرنسية.

كما دعا إلى تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية، مثل التواصل الاجتماعي وإدارة الوقت، وممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية في الأندية لتعزيز الروح الجماعية والانضباط.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتباع أنشطة ثقافية أو فنية مثل قراءة الكتب أو التلخيص، أو الانضمام إلى أنشطة مسرحية وموسيقية ورسم، والمشاركة في العمل التطوعي وكذلك زيارة المتاحف والمواقع الأثرية.

من جانبه، أوضح الدكتور حمد البقيشي أن قضية استغلال وقت الفراغ تُعد إشكالية كبيرة، خاصة في غياب الخطط أو البرامج المناسبة التي تشغل وقت الأبناء خلال العطلة.

وتزداد المشكلة تعقيدًا مع غياب دور الأسرة في التوجيه والرقابة، بسبب انشغال الوالدين أو ضعف المتابعة.

وأكد أن فترة المراهقة مليئة بالطاقة والحيوية الملازمة للفضول، فإذا استُثمرت هذه الطاقة في مسارات إيجابية، فإنها تُثمر عن نتائج إيجابية على مستوى الفرد والمجتمع.

أما في حال تركت دون توجيه، فقد تؤدي إلى نتائج سلبية.

وأشار إلى أن العطلة الصيفية هي فرصة ذهبية لتوجيه طاقات الأبناء نحو أنشطة تعزز شخصياتهم وتطور قدراتهم، وشجع الأسر على دفع أبنائهم للمشاركة في الأعمال التطوعية.

وقال الدكتور البقيشي إن الأبناء يواجهون تحديات متزايدة، سواء من خلال القنوات الفضائية المفتوحة أو الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة، أو تأثير رفاق السوء.

وأشار إلى أهمية دور الأسرة والمؤسسات المجتمعية للوقوف بجانب الأبناء وتوفير بيئات آمنة لهم.

وأضاف أن هناك أبناء يستغلون وقتهم في تعلم مهارات جديدة أو السفر، أو الانضمام إلى دورات تدريبية، بينما قد يضيع آخرون وقتهم في الجلوس أمام الشاشات دون هدف.

وختم بأن حماية الأبناء خلال العطلة الصيفية مسؤولية مشتركة تبدأ من الأسرة ولا تنتهي عند المدرسة أو المؤسسة، مشددًا على ضرورة أن يكون صيف الأبناء مليئًا بالأنشطة الهادفة.

بدورها، نبهت المستشارة القانونية موزة المطروشي إلى خمس مخاطر تهدد الأبناء إذا لم يُستخدم وقت الفراغ بشكل مسؤول.

تتضمن المخاطر الانحراف السلوكي حيث قد ينغمس الأبناء في صحبة سيئة إذا لم يتم توجيههم بشكل صحيح.

كما يمكن أن يتعرضوا إلى الإدمان الرقمي جراء قضاء أوقات طويلة أمام الشاشات دون رقابة.

وأشارت إلى خطورة تعرض الأبناء للتحرش أو الاستغلال، بالإضافة إلى الانعزال الاجتماعي وتحطيم الفرص التعلمية والتطويرية.

وأكدت أن الدولة تلزم أولياء الأمور والجهات المعنية بحماية الأبناء من الإهمال والاستغلال والانحراف نحو سلوكيات مدمرة.

كما شددت على أهمية الالتزام بالقوانين الهادفة للدفاع عن حقوق الأطفال.

وختمت بالقول إن استثمار العطلات في برامج تنموية قد يعد تفريطًا في حق الأطفال في التعليم المستمر، مشددة على أهمية تعزيز فرص التعليم وتطوير المهارات.

في حين لفتت الدكتورة هاجر عادل إلى أن الفراغ يفسد العقل إذا لم يتم استغلاله في تطوير الذات وتنمية المهارات.

وأضافت أننا في حاجة إلى توفير بيئات داعمة للأبناء لتعزيز فرص النمو المتكامل.

وخلصت إلى ضرورة إشراك الأبناء في الأنشطة الصيفية لتحسين توازنهم النفسي والاجتماعي.


مواد متعلقة