تصاعد الأزمة يزيد من تعقيدات خيارات ترامب تجاه فنزويلا
الأربعاء 24 ديسمبر 2025 - 04:25 ص
في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تحقيق ما وصفه بإنهاء 94% من عمليات تهريب المخدرات عبر البحر إلى الولايات المتحدة وتصفير عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود، كشف عن سبب جديد لحملته التصعيدية ضد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو.
نشر ترامب على منصات التواصل الاجتماعي رسالة ذكر فيها أن فنزويلا قامت بسرقة النفط والأراضي وأصول أخرى من الولايات المتحدة، واستخدمت العائدات لتمويل أنشطة إجرامية، مشيراً إلى عمليات مصادرة بدأت منذ عقود وخرق لعقود النفط الأمريكية.
وأشار ترامب إلى أنه إذا لم تسترد الولايات المتحدة ممتلكاتها فوراً، فإن القوة العسكرية التي تم جمعها في منطقة البحر الكاريبي والمتجهة لتدمير قوارب المهربين والاستيلاء على ناقلات النفط الفنزويلية، سوف تصبح أكثر قوة، محذراً من صدمة غير مسبوقة ستقع عليهم.
ومع استمرار الهجمات البحرية الأمريكية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وفرض حصار على السفن الناقلة للنفط الفنزويلي، يبدو أن ترامب تخلى عن محاولة إيقاف الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات دون استبعاد محاولته الإطاحة بمادورو.
في مقابلة حديثة مع صحيفة بوليتيكو، قال ترامب إن "أيام مادورو باتت معدودة"، وعندما سئل إذا كان من الممكن نشوب حرب مع فنزويلا، لم يستبعد هذا الاحتمال.
وصفت الإدارة الأمريكية مادورو بأنه زعيم عصابة واتهمته بتمويل هجمات داخل الولايات المتحدة، وذكر مسؤول أنه قد يواجه المحاكمة أو يُمنح فرصة للمنفى.
في مقابلة مع شبكة إن بي سي، ذكرت نائبة المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض أن ترامب اتخذ إجراءات حاسمة لوقف تدفق المهاجرين المهربين وترحيل المجرمين، مؤكدة استمرار اتخاذ خطوات لضمان أمان الأمريكيين.
خلال الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن بدء غارات ستستهدف مخيماتٍ مرتبطة بتجارة المخدرات أو مواقع عسكرية محددة.
يرى الخبراء أن هذه الضغوط قد تدفع مادورو لمغادرة السلطة، وإن لم يحدث ذلك، ستظل هناك خيارات محدودة كالتراجع عن المسار أو استخدام القوة العسكرية لتغيير النظام.
على الرغم من معارضة جزء من الكونغرس، فإن آخرين يطالبون بخطوات أكثر حسماً من قبل ترامب ضد النظام الفنزويلي.
يركز ترامب على أمريكا أولاً، وتهدف الاستراتيجية الأخيرة إلى تحويل التركيز الأمريكي نحو النصف الغربي من الكرة الأرضية ومعاقبة الدول التي لا تتبع السياسة الأمريكية.
يعتبر روبيو أن نهاية مادورو ستؤدي للضغط على الحكومة الكوبية، حيث تعتمد كوبا على فنزويلا في دعمها النفطي رغم العقوبات الأمريكية.
كان روبيو واحدة من القوى الدافعة لسياسة الحشد العسكري ضد فنزويلا، لكنه لم ينجح بعد في إقناع الرئيس باستخدام القوة المباشرة.
يرى ميلر أن المهاجرين الفنزويليين يمثلون هدفاً سياسياً سهلاً، مشيراً إلى أنهم تم إرسالهم من السجون الفنزويلية لترويع الأمريكيين، وهي اتهامات كررها ترامب.
شهدت فترة ترامب الأولى مناقشات حول كيفية التعامل مع مادورو باستخدام القوة العسكرية، إلا أن مسئولي الإدارة آنذاك عارضوا هذا الخيار.
ارتفع عدد الفنزويليين الوافدين إلى الولايات المتحدة بشكل ملحوظ في إدارة بايدن، وتم السماح لهم بالبقاء بسبب الظروف الصعبة في فنزويلا.
أمر ترامب بإنهاء وضع الحماية للفنزويليين وبدأت عمليات ترحيل واسعة، متهمًا مادورو بالسيطرة على عصابة ارتبطت بالإجرام دون دعم من الاستخبارات الأمريكية.
اختار ترامب المسار العسكري بعد الفشل في التفاوض مع مادورو، مؤثراً على تجارة المخدرات واعتبر ضغطه رسالة للدول المنتجة للمخدرات.
شنّت الإدارة الأمريكية هجوماً على قارب يُشتبه في تهريبه للمخدرات، وتساءلت عن مصير النفط المصادر، وأعلن ترامب نية الاحتفاظ به.
يبدو أن ترامب تخلى عن الإيحاء بأن هدفه وقف الهجرة وتهريب المخدرات دون السعي للإطاحة بمادورو، متهماً فنزويلا بسرقة النفط والأراضي واستخدام العائدات للجرائم.
مواد متعلقة
المضافة حديثا