مزارع إماراتي يتخطى صعوبات البيئة بزراعة النباتات النادرة
الخميس 11 ديسمبر 2025 - 02:36 ص
أحدث المزارع الإماراتي، أحمد الحفيتي، نقلة نوعية في مجال الزراعة المحلية عبر تجربته الناجحة في زراعة نبتة الفانيليا في مدينة الفجيرة. رغم صعوبة زراعتها نتيجة حساسيتها للظروف المناخية من حرارة ورطوبة، تمكن من تهيئة بيئة ملائمة بشكل مبتكر، في خطوة تفتح آفاقاً جديدة للزراعة المتخصصة في الإمارات.
استورد الحفيتي عُقل الفانيليا من موطنها الأصلي، أوغندا، حيث يتوفر المناخ المعتدل الذي يساعد على نمو النباتات المتسلقة. وكان التحدي في تكييف هذه العُقل مع البيئة المحلية، والعمل على تطوير بيئة تتناسب مع احتياجات الفانيليا من خلال تجارب مع أشجار مثل الموز والبامبو، لتعزيز الإنتاج.
أوضح الحفيتي أنه اختار الأنواع ذات السيقان السميكة لضمان نجاح الاكثار. وقد بدأت النباتات بتنمية الأوراق، ومن المتوقع جاهزيتها خلال شهرين، بينما تحتاج للإنتاج نحو عام كامل. وأشار إلى أن زهور الفانيليا تحتاج إلى تلقيح يدوي دقيق لتحقيق النمو.
يرى الحفيتي أن زراعة الفانيليا محلياً تمثل فرصة اقتصادية للمزارعين، نظراً لقيمتها السوقية وانتشار المواد الاصطناعية. ويتمكن المزارعون من إنتاج الفانيليا الطبيعية محلياً دون الحاجة لمعدات باهظة، مستفيدين من الخصوبة والرطوبة الموجودة في الإمارات.
سلط الحفيتي الضوء على مشكلة يعاني منها المزارعون، وهي ارتفاع درجات حرارة المياه في الصيف، مما يؤثر سلباً على النمو. قدم حلاً باستخدام مياه أحواض الأسماك كبديل، لتجنب اللجوء إلى أنظمة التبريد المكلفة وتوفير البيئة المناسبة للنباتات.
تبنى نظام الزراعة السمكية الذي ساعد في تحسين نمو أصناف متعددة مثل الكاكاو والفستق، وحقق استقراراً أكبر في مزرعته. وفضل إنشاء بيئة موحدة تناسب معظم النباتات عبر توفير الظل والرطوبة والتربة الملائمة، بدلاً من إقامة محميات محددة لكل نوع.
بدأ مشروعه الزراعي كمشتل صغير في وادي دفتا، وتحول إلى مشروع أكبر يحمل اسم "بوتانيكال فارم"، ليصبح أول مزرعة تعليمية في الدولة تحتوي على أكثر من 500 شجرة نادرة من جميع أنحاء العالم.
يمثل هذا التنوع الزراعى نقلة نوعية في مفهوم الزراعة خارج حدود الدولة، حيث يتجاوز ما يوجد في مزارع مشابهة بفضل التنوع الواسع للنباتات والفواكه والمكسرات، مثل الموز والمانجو والكاجو والفستق والكاكاو.
كما تعتمد المزرعة على الطاقة الشمسية وتدار وفق نظام زراعة عضوية كاملة، مما يعكس التزام الحفيتي بالحفاظ على البيئة وتقديم نماذج زراعية مستدامة.
يؤكد الحفيتي أن "البوتانيكال فارم" سيكون قريباً وجهة تعليمية وسياحية لتوفير تجارب معرفية حول النباتات النادرة وأساليب الزراعة المبتكرة، مشيراً إلى قدرة الأرض الإماراتية على العطاء بتحقيق نجاحات ملحوظة في زراعة النباتات النادرة إذا ما توفر المعرفة والعزيمة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا