اكتشاف كنوز إماراتية بنكهة الفراولة والكاكاو في قلب الطبيعة

تسهم مزارع الدولة المنتشرة على مساحات واسعة من الإمارات في تعزيز السياحة الداخلية المستدامة، وتستقطب عشاق الطبيعة من الزوار، حيث يجدون فيها ملاذاً طبيعياً ومكاناً ساحراً للاستمتاع بأوقاتهم. وقد نجحت المزارع في زراعة أنواع كثيرة من الخضراوات والفواكه والمحاصيل التي كانت تحصر في البيئات المعتدلة.

وقد أسهمت هذه المزارع في تنويع منتجاتها والعمل على تأسيس قطاع زراعي مستدام، مما يسهم في رفع مساهمة الإنتاج الزراعي في الناتج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. وبلغ عدد المزارع في دولة الإمارات أكثر من 38 ألف مزرعة، تتبع أساليب زراعة متنوعة ونظم إنتاج عدة.

وأولت الإمارات اهتماماً بتوجيه السياحة الداخلية نحو مزارع المواطنين، للإطلاع على نجاحات رواد الأعمال في الزراعة، ودور هذه المشروعات في تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية. وتستعرض حملة أجمل شتاء في العالم، التي تأتي هذا العام تحت شعار شتاؤنا ريادة، بعض التجارب الناجحة لأبناء الإمارات في الاستدامة الزراعية والسياحة الداخلية.

وتولي الإمارات السياحة الزراعية أهمية خاصة، لدورها في إبراز كنوز المزارع المحلية، ومزاياها الزراعية المتقدمة. تسلط المشروعات الزراعية الضوء على إبداعات أصحاب المزارع الإماراتية ودورها في تعزيز الزراعة المستدامة والاستفادة من التقنيات الحديثة في الزراعة.

وتعتبر مزرعة الفراولة في الشارقة واحدة من التجارب الزراعية الرائدة بالإمارات، حيث يترأسها حالياً المدير العام لشركة ميراك، عيسى خوري، وتأسست في عام 1985 كأول شركة تزرع الفراولة بالدولة. أبدعت الشركة في إنتاج محاصيل إضافية ذات قيمة غذائية عالية.

ومن التجارب الزراعية النموذجية أيضاً مزرعة حتا للفراولة، التي تعد وجهة زراعية مهمة لجذب المستثمرين والسياح، وتأسست في 2022 بجهود خلفان المطيوعي. تحتوي على حقلين يأويان آلاف الشتلات، مع توفيرها للجهد، الوقت، والمياه.

يمكن للزوار الاستمتاع بجلسات هادئة في مزرعة حتا للفراولة والاستمتاع بالمشروبات التي تحضر طازجة، مع تذوق المنتجات من الفواكه والعصائر. تشكل المزرعة مفهومًا استثماريًا مبتكرًا في السياحة الزراعية، وتتيح التمتع بالاسترخاء بين روائع الطبيعة والتركيز على تقليل البصمة الكربونية.

وفي مجال الزراعة المبتكرة، تظهر تجربة مزرعة الكاكاو التي أنشأها المواطن أحمد الحفيتي في الفجيرة، وتعكس قدرتها على التجديد في الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. تحتضن مزرعة الحفيتي الآلاف من شتلات الكاكاو وتوفير بيئة مثالية.

اختارت مزرعة الكاكاو أنواعاً من الأجود وتم استيرادها من أوغندا لزراعتها محلياً، وتساهم البيئة الطبيعية في تسهيل الزراعة بكفاءة وتعرضها بيئة مثالية للنمو المستدام، بدون الحاجة لأنظمة مكلفة.

طورت الإمارات ريادتها في الزراعة من خلال تقديم الجوائز لدعم الكفاءات الزراعية الرائدة كجائزة الشيخ منصور بن زايد لأفضل مؤثر محلي في مجال الزراعة، والتي حصل عليها أحمد الحفيتي. وتشير المبادرات إلى أهمية تطوير الجهود الزراعية والاكتفاء الذاتي وتقدير الابتكار.