تمديد الإجازات يقلل حماس الطلاب للعودة المدرسية

أشار تربويون ومعلمون وأولياء أمور إلى أن من أكبر المشاهد المقلقة في الأسبوع الأول من الدراسة هي المقاعد الفارغة التي تركها بعض الطلبة. لم يكن الغياب بدافع المرض أو ظرف قاهر، وإنما بسبب أن بعض الأسر فضلت تمديد عطلاتها. هناك من حددوا عودتهم بعد أسبوع لتجنب غلاء التذاكر.

صرحوا لـ"الإمارات اليوم" أن هذا القرار يحمل رسالة تربوية خطيرة للأطفال، مفادها أن الالتزام أمر ثانوي. وأكد التربويون أن الغياب في الأسبوع الأول يعني خسارة فرصة ذهبية للتربية والانضباط. التعليم لا يبدأ من الكتاب فقط، بل من ثقافة الالتزام والانضباط. تصبح الفجوة واضحة بين من يستهين بالمسؤوليات ومن يُقَدِّر قيمة النجاح منذ اللحظة الأولى.

أوضح التربويون أن غياب الطلبة في الأسبوع الأول لا يتعلق فقط بفقدان المعلومات، بل يمتد إلى ضعف الانضباط الذاتي لديهم. يصبح الالتزام مسألة نسبية لدى الطالب، مما يقلل حماسه للتعلم نتيجة البداية الباهتة، وتؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية. غياب اللحظات الأولى يعزل الطالب عن المجموعات الطلابية.

أكد المعلمون أن الأسبوع الأول يعتبر أساس العملية التعليمية، حيث يتعرف الطلبة على النظام المدرسي، الاعتاد على الانضباط، وبناء علاقات جديدة مع المعلمين والزملاء. الغياب في هذه الفترة يولد فجوة تربوية يصعب سدها لاحقا، ويفقد الطالب الانسجام مع إيقاع المدرسة.

بعض أولياء الأمور الذين لم يلتزم أبناؤهم بالحضور في الأسبوع الأول بسبب الإجازة العائلية، اعترفوا بعد الحالة من الارتباك لأبنائهم لعدم معرفتهم بالجداول والمعلمين الجدد هذه الفترة ليست مجرد تهيئة لكنها مفتاح الاستقرار الدراسي للطوال العام.

أوضح بعض أولياء الأمور أن قرار تمديد إجازة أبنائهم نابع من تجنب غلاء تذاكر الطيران، ولكنه لا يقلل من أهمية الالتزام بالعام الدراسي. فهم حريصون على انتظام أبنائهم فورا بعد عودتهم، ويؤمنون أن الوجود المبكر يعزز دافعية الطلاب وقدرتهم على مواكبة الدروس دون تأخير.

قال بعض أولياء الأمور آخرون أنهم حرصوا على عودة أبنائهم قبل البداية، إيمانًا منهم بأن أول يوم يشكل رسالة في الانضباط، وما نغرسه في الأولاد اليوم سيؤتي ثماره في الغد. أرادوا أن يعيش أبناؤهم فرحة العودة للمدرسة مع زملائهم، ويشعروا بأنهم جزء من انطلاقة جماعية.

أكدت مستشارة الصحة النفسية أن الانضمام للمدرسة بداية العام يعزز لدى الطفل الشعور بالانتماء. الغياب الأولي يولد شعورًا بالعزلة، وربما القلق أو فقدان الحافز الدراسي. لذلك فإن الغياب يؤثر في التحصيل وفقدان الثقة بالذات.

استشاري العلاقات الأسرية ربط هذه المسألة بدور الأسرة، فإذا وجد الأبناء أن والديهم يقدمون الترفيه على الدراسة، فإن هذا السلوك يترسخ لديهم في الحياة بشكل عام، مما يضعف ثقافة الانضباط ويقلل الالتزام فيما بعد في الجامعة والعمل والحياة العامة.

الأسرة كلقدوة تلعب دورا هاما في انضباط الطالب وتوجيه البوصلة في يد الوالدين.