مسؤول: تقليص المساعدات الغربية يهدد الصحة في إفريقيا بمعاناة كبيرة

الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 11:43 ص

مسؤول: تقليص المساعدات الغربية يهدد الصحة في إفريقيا بمعاناة كبيرة

ناصر البادى

صرح جان كاسيا، المدير التنفيذي للمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن قطع المساعدات الغربية عن إفريقيا يمكن أن يؤدي إلى معاناة صحية جسيمة في القارة. تحدث كاسيا خلال مقابلة مع صحيفة إسبانية عن توقف المساعدات الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وانسحاب بعض الدول الأوروبية من برامج المساعدات.

قال كاسيا إن قطع المساعدات الغربية يضع إفريقيا في وضع حرج يظهر تبعيتها على الدعم الخارجي. وأعرب عن خشيته من تضاعف عدد حالات الإصابة بأمراض مثل جدري القرود والكوليرا والحصبة بحلول عام 2025.

تساءل كاسيا عن مدى واقعية استقلال إفريقيا عن الأجندة الأجنبية في ظل هذه الظروف، مشيراً إلى أن الأزمة يمكن أن تُرى كفرصة. لكنه أكد على التأثير الكبير لوقف المساعدات الغربية على القارة، سواء من حيث التمويل أو التوقيت المفاجئ للقرار.

أشار كاسيا إلى أن سكان إفريقيا يعتمدون بنسبة تتراوح بين 30% و40% على أنفسهم في تكاليف الرعاية الصحية بسبب نقص التأمين الصحي، فيما يأتي التمويل الخارجي في المرتبة الثانية، حيث يساهم في دعم برامج حيوية.

وضح كاسيا أن ميزانيات الحكومات الإفريقية تُعد المصدر الثالث للتمويل، وتُستخدم بشكل جزئي لدفع الرواتب، لكنها لا تُستثمر في النظام الصحي نفسه. وأشار إلى تباطؤ الدعم مع انتشار أمراض مثل جدري القرود وفيروس ماربورغ.

أكد كاسيا على ضرورة أن تزيد الدول الإفريقية من مساهمتها في أنظمتها الصحية، مشيراً إلى أن بعض الدول متوسطة الدخل تستثمر أقل من 5% من ناتجها المحلي في الصحة. وقال إن هذه الأموال يجب أن تُوجه نحو الرعاية الصحية بشكل أكبر.

حول الاقتراح بزيادة الضرائب لأجل تحسين الرعاية الصحية، أوضح كاسيا أن الأمر يجب أن يكون شاملاً ويشمل مشاركة الناس في هذه القرارات. وأكد على ضرورة تحسين الحوكمة في إفريقيا لتجنب سوء الإدارة السابقة.

أشار كاسيا إلى مشكلة تتعلق بالوزراء الأفارقة، حيث أن العديد منهم ليسوا على دراية كافية بمصادر التمويل اللازمة للرعاية الصحية. وأكد على أهمية إعادة النظر في النظام الصحي والاستثمار فيه.

تحدث كاسيا عن خطر الجائحة القادمة التي قد تنشأ من إفريقيا، حيث شهدت القارة زيادة ملحوظة في حالات تفشي الأوبئة بين عامي 2022 و2024، مع توقع تضاعف حالات الإصابة بأمراض عديدة بحلول عام 2025.


مواد متعلقة