اليمنية جمانة جمال: موسيقية موهوبة تخفي ملامحها عن الجمهور
الأربعاء 11 يونيو 2025 - 04:42 ص

بين رفوف مكتبة والدها، وفي ظل العزلة التي فرضها فقدان والدتها عندما كانت طفلة، بدأت موهبة الشاعرة والملحنة اليمنية جمانة جمال تتفتح. لقد صنعت اسماً لنفسها في الساحة الفنية العربية مؤخراً بأولوياتها الملهمة كأول يمنية تخترق مجال التلحين بمهنية عالية وبعين على الشعر وأذن موسيقية تحس بالإيقاع.
في بداية حقبة العشرينات من عمرها، توصلت جمانة إلى استنتاجها أن الموسيقى ليست مجرد ملحق للكلمة، بل تشكل الرئة الثانية لها، معتبرة أن الموسيقى والكتابة يمثلان عالمين يعيدان صياغة الروح. وهكذا بلورت فلسفتها الفنية التي ترتكز على مزج الفكر الناضج بتجربة فنية قصيرة لكنها لامعة.
عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، بدأت جمانة بكتابة الشعر، وشرعت في محاكاة قصيدة مدرسة الحب للشاعر نزار قباني. إن هذا الإبداع المبكر لم يكن مجرد هواية، بل قدرة حقيقية على التعبير والحفر في عمق المعاني، والخروج بالذات إلى الآخرين. من خلال دعم الملحن السعودي ياسر بوعلي، نجحت في الدخول إلى الساحة الفنية.
بخلاف المتوقع، بدأت مسيرة جمانة بالتعاون مع نخبة من كبار الفنانين مثل عبدالله الرويشد، الذي طلب منها عمل يتماشى مع روح فن المحضار اليمني. النتيجة كانت أغنية تحمل بصمة كلاسيكية تعكس تراثاً غنياً وفهماً عميقاً للروح الموسيقية.
كما أسهمت بإبداعها في تقديم لحن لأغنية الكرسي للفنانة أصالة، ولحنت أغنية على مهلك لنوال، واصفة نوال بأنها مدرسة تمنح الثقة دون تقييد الإبداع. هذا التعاون مع نجوم كاظم الساهر كان الذروة الفنية بالنسبة لها حيث وصفها كاظم بأنها تقدم نضجاً يفوق سنها.
خيرت جمانة التعاون مع فضل شاكر حيث كتبت ولحنت ألبومه الأخير كاملاً، لتصبح هذه النقطة علامة فاصلة في مسيرتها الفنية. قدمت أيضاً العمل باللهجة السورية الشام فتح، بينما ينتظر الجمهور بلهفة عملها القادم مع عبدالمجيد عبدالله.
بعيداً عن الأضواء، تركز جمانة جمال جهودها على إنتاج أعمال فنية محترمة وعميقة. وهي تعتقد أن الفن يحتاج لأن يُقدم قبل أن يُعرف شخص الفنان. وتعتبر أن القيمة تُستمد من صدق العمل وعمقه وأثره وليس من الحضور الإعلامي.
أخيراً، رأت جمانة أن إتقان اللهجات يمنح الفنان أدوات غنية للتعبير عن مشاعره بلغات متعددة، مؤكدة أن اللهجة تتعدى النطق لتكون إيقاعاً وشحنة شعورية. وهي تؤمن أن الموسيقى ملاذ جماعي يمكن لها مداواة الجروح الكبرى، خصوصاً في أوطان مثل اليمن ذات التاريخ المعقد.
مواد متعلقة
المضافة حديثا