طفل يطعن شقيقه بسبب لعبة روبلوكس: مأساة عائلية تهز المجتمع

في حادثة مروعة وصدمة تعكس الجانب المظلم لإدمان الألعاب الإلكترونية، أقدم صبي ماليزي على طعن شقيقه الأصغر بسبب لعبة «روبلوكس» الشهيرة، مما أثار الكثير من الجدل حول تأثير هذه الألعاب على سلوك الأطفال ومدى حاجتهم إلى رقابة رقمية.

ووفقاً لبيان الشرطة الماليزية، وقعت الحادثة في قرية كامبونغ باريت نيباه بمدينة باتو باهات بولاية جوهور. استخدم الصبي أداة حادة لطعن شقيقه البالغ من العمر تسع سنوات، بعد خلاف نشب بينهما أثناء اللعب.

وصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست نقلت عن رئيس شرطة جوهور، عبد الرحمن أرشد، أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الأخ الأكبر فقد أعصابه بعدما انقطعت اللعبة أثناء اتصال الإنترنت، مما أدى إلى خسارته النقاط. ولا يزال الدافع قيد التحقيق.

وصرح أرشد بأن الصبي بدأ يعاني من "هلوسات" في تلك الليلة، إذ شعر كما لو أن أحدًا يطالبه بإيذاء أسرته، ليقدم بعدها على طعن شقيقه بسكين المطبخ في لحظة فقدان للسيطرة.

بعد الحادثة، أعلنت وزيرة الشباب والرياضة الماليزية، هانا يوه، أن شركة «روبلوكس» أبدت رغبتها في التعاون مع الحكومة لتعزيز إجراءات الأمان الرقمي وتوفير البيانات المتعلقة باستخدام المنصة، وفق اللوائح الوطنية.

وقالت يوه في منشور عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي: «نريد عالماً رقمياً لا يقتصر على المتعة، بل يساهم في بناء الشخصية والقيم الصحيحة للأجيال القادمة». وأشارت إلى أن «روبلوكس» تضم أكثر من 100 مليون مستخدم في العالم، بينهم مليون لاعب في ماليزيا.

كما صرحت وزيرة المرأة والأسرة وتنمية المجتمع، نانسي شكري، أن الحكومة تدرس إمكانية فرض حظر على لعبة «روبلوكس» أو تقييد الوصول إليها إذا كان محتواها يشكل خطراً على الأطفال والمراهقين، مؤكدة جدية الوزارة في معالجة هذه المخاوف.

وأعادت هذه الحادثة فتح النقاش حول أهمية زيادة الوعي الأسري حيال الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية، خصوصاً تلك التي تعتمد على المنافسة العالية والمكافآت السريعة، والتي قد تدفع للأطفال باتجاه السلوك العدواني.

ورغم تعهد شركة «روبلوكس» بتعزيز أدوات السلامة، يبقى التساؤل قائما حول دور الأهل والمجتمع في مراقبة الاستخدام المفرط للتكنولوجيا لتجنب وقوع مآسي مشابهة.