العالم يتّحد لجمع 1.9 مليار دولار للقضاء على شلل الأطفال
الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 - 09:14 ص
شهدت أبوظبي أمس فعالية رفيعة المستوى جمعت قيادات دولية ومساهمين بارزين عالميين في قطاع الرعاية الصحية. خلال الفعالية أُعلن عن تعهّد جماعي بقيمة 1.9 مليار دولار لدعم الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال.
يشمل التعهد نحو 1.2 مليار دولار من تمويلات جديدة للمساهمة في خفض فجوة الموارد المتبقية في استراتيجية المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال للفترة 2022-2029. هذه الجهود تهدف للوصول إلى 370 مليون طفل سنوياً باللقاحات وتعزيز الأنظمة الصحية في البلدان المتأثرة.
أُطلق التعهد خلال فعالية بعنوان الاستثمار في الإنسانية: متحدون للقضاء على شلل الأطفال، التي استضافتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني بالشراكة مع المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. كان ذلك ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي المالي.
شهد الحدث حضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ووزير التخطيط والتنمية في باكستان أحسن إقبال تشودري، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة غيتس بيل غيتس، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى جانب قادة حكومات ومؤسسات دولية والقطاع الخاص.
خلال الفعالية تم الإعلان عن تعهدات من دول وجهات مانحة بما في ذلك 1.2 مليار دولار من مؤسسة غيتس، و140 مليون دولار من مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، و450 مليون دولار من روتاري الدولية، و100 مليون دولار من مؤسسة بلومبيرغ الخيرية، و154 مليون دولار من باكستان.
من ألمانيا كان التعهد بمبلغ 62 مليون دولار، ومن الولايات المتحدة 46 مليون دولار، وستة ملايين دولار من اليابان، وأربعة ملايين دولار من IFANCA، منظمة الغذاء والتغذية الإسلامية في أميركا، وثلاثة ملايين دولار من لوكسمبورغ.
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: نحن على مشارف تحقيق إنجاز تاريخي للبشرية باستئصال شلل الأطفال، ولكن يتطلب ذلك مضاعفة الجهود من جميع الأطراف. الدعم المُعلن عنه في أبوظبي سيكون حاسمًا للوصول لكل طفل بالدول الموبوءة ووقف تفشي المتحورات حول العالم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يُعد أحد أبرز القادة العالميين الداعمين للقضاء على شلل الأطفال. إذ قدّم منذ عام 2011 أكثر من 525 مليون دولار دعماً لهذه القضية، مشيرًا لدور محوري في حشد الجهود الدولية وتسليط الضوء العالمي على ضرورة تسريع إيقاع الاستئصال.
من خلال حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، تم توصيل أكثر من 850 مليون جرعة لقاح للأطفال في باكستان منذ عام 2014. كان التركيز على المجتمعات البعيدة وصعبة الوصول. يمثل الحدث الذي استضافته أبوظبي الثالث من نوعه بعد مؤتمرَي عامَي 2013 و2019 اللذين جمعا معًا 6.6 مليارات دولار.
قالت سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، رئيسة مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني: إن التعهدات المُعلنة تُجسّد إرادتنا المشتركة في القضاء على شلل الأطفال وتعزيز كفاءة الأنظمة الصحية وضمان حماية كل طفل من هذا المرض. بفضل توجيهات الشيخ محمد بن زايد، نفتخر بتوحيد الجهود لتحقيق هذا الهدف الإنساني.
يظل فيروس شلل الأطفال البري متوطنًا في بلدين فقط هما أفغانستان وباكستان. تستمر حالات تفشي المتحور في تهديد الأطفال عالميًا وتجدد التعهدات التأكيد على الالتزام الدولي بحماية الأجيال القادمة من مرض كان يتسبب يوميًا في شلل ألف طفل عبر 125 دولة قبل بدء الجهود العالمية للسيطرة عليه.
يمثل النجاح في القضاء على شلل الأطفال ثاني مرض بشري يستأصل بعد الجدري. يُتوقع أن يوفر العالم أكثر من 33 مليار دولار بحلول عام 2100 مقارنةً بتكاليف الاستجابة لحالات التفشي. قال بيل غيتس: تُبرز معركة القضاء على شلل الأطفال إمكانات التحقق عندما يتوحد العالم خلف هدف مشترك.
تابع غيتس: لقد قطعنا 99.9% من الطريق. لكن بلوغ خط النهاية يتطلب العزم ذاته الذي أوصلنا لهذه المرحلة. التمويل الجديد سيستكمل المهمة ويعزز الأنظمة الصحية لحماية الأطفال دائمًا. من جانبه، قال مؤسس شركة بلومبيرغ مايكل ر. بلومبيرغ: نتعاون مع مؤسسة غيتس للقضاء على شلل الأطفال منذ أكثر من 10 سنوات.
السفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن الأمراض غير السارية، بلومبيرغ، أكد أن الدعم الجديد البالغ 100 مليون دولار للمبادرة العالمية ولاشركاء حول العالم، سيقربنا من بلوغ الهدف وحماية المزيد من الناس من آثار المرض المدمرة.
أسهم العمل الدؤوب للحكومات والمناصرون والباحثون والشركاء في خفض حالات شلل الأطفال بأكثر من 99% منذ 1988. جهود الوصول لكل طفل باللقاحات حققت تحسينات جوهرية في البنية الصحية، شملت تعزيز برامج التطعيم الروتيني، وتطوير أنظمة ترصد الأمراض، ورفع كفاءة الاستجابة للطوارئ.
رغم التقدم، مسيرة الاستئصال لم تكن يومًا طريقًا مستقيما. بعد تسجيل مستويات متدنية تاريخية عامي 2021 و2023، أُصيب هذا العام 39 طفلاً بالشلل نتيجة الفيروس البري في باكستان وأفغانستان. يستمر تفشي المتحور في 18 دولة، ما يدل على أن التحديات المرتبطة بالوصول لكل طفل لا تزال قائمة.
قال وزير التخطيط والتنمية الباكستاني أحسن إقبال: تلتزم باكستان بالقضاء على شلل الأطفال وحماية كل طفل. من خلال استراتيجيات تطعيم مبتكرة وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية، نعمل لبناء الثقة والوصول إلى عدد أكبر من الأطفال.
هذا يقرّب باكستان من تحقيق مستقبل خالٍ من شلل الأطفال وأكثر صحة للجميع. قالت المدير التنفيذي لليونيسف كاثرين راسل: التعهدات السخية ستُمكّن العاملين الصحيين حول العالم من الوصول لكل طفل، ولا سيما الذين يفوتهم التطعيم باستمرا رغم تعرضهم للأضرار والعيش بمناطق نزاع.
أكدت اليونيسف على التزامها الكامل بدورها في القضاء على شلل الأطفال نهائيًا. قالت الرئيسة التنفيذية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) الدكتورة سانيا نشتر: الشراكة العالمية بما في ذلك الدور المحوري للإمارات قربتنا من إنهاء شلل الأطفال.
قال رئيس اللجنة الدولية لبرنامج بولو بلس في روتاري الدولية مايك ماكغفرن: 20 مليون إنسان قادرون اليوم على المشي بفضل لقاحات شلل الأطفال. تعلمنا وطورنا الكثير منذ بدء المسيرة، وستظل روتاري ملتزمة بالنضال حتى تحقيق النصر على المرض.
قالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية بألمانيا ريم العبلي-رادوفان: تظل ألمانيا ثابتة في دعمها للمعركة العالمية ضد شلل الأطفال. من خلال العمل المشترك والاستثمار في أنظمة صحية قوية، نضمن حماية كل طفل من هذا المرض القابل للوقاية.
أضاف رئيس IFANCA محمد منير شودري: دعم الأطفال وحماية الفئات الأكثر ضعفًا يقع في صميم رسالة IFANCA. مريم بنت محمد أكدت أن التعهدات المُعلنة تُعزز إرادتنا المشتركة للقضاء على شلل الأطفال. محمد بن زايد أحد أكبر الداعمين للقضاء على شلل الأطفال، وقدم أكثر من 525 مليون دولار دعماً لهذه القضية.
مواد متعلقة
المضافة حديثا