خبراء يحذّرون: التنمر الرقمي خطر جديد على نفسية الطلاب

الإثنين 09 يونيو 2025 - 07:58 ص

خبراء يحذّرون: التنمر الرقمي خطر جديد على نفسية الطلاب

على الأنصارى

حذر خبراء تربويون وقانونيون من آثار التنمر الرقمي بين طلبة المدارس، حيث يشكل تهديداً للصحة النفسية للمراهقين ويترك أثراً عميقاً على ضحاياه، بالإضافة إلى تأثيره على الأداء الأكاديمي والاجتماعي، خاصة عند احتوائه على التشهير والرسائل المسيئة.

أظهر مركز الفجيرة للإحصاء وجود 12 فتى متهمين بجرائم تقنية المعلومات خلال العام الماضي، وفقاً لإحصائية صادرة عن قسم الرعاية المجتمعية. تبين أن 12 شابا من المنضمين لقسم الرعاية المجتمعية تم اتهامهم بجرائم تقنية المعلومات في العام الماضي.

أوضح خبراء أن الخلافات الإلكترونية تسبب ضغوطاً نفسية كبيرة على المستهدفين، وقد تؤدي لتدهور الأداء الأكاديمي والاجتماعي، خصوصاً مع صعوبة إثبات التجاوزات بسبب التخفي والحذف.

ذكرت (أم محمد)، ولية أمر طالبة في الصف السابع، قصة مضايقات ابنتها عبر واتس أب، حيث كانت تتلقى رسائل مزعجة، وتحولت لتهديدات وسباب بعد قطع العلاقة، ما دفعها للاحتفاظ بالمحادثات.

أضافت (أم محمد) أن القصة تطورت لاعتداء جسدي داخل المدرسة وتم توقيع تعهد بعدم تكرار الحدث، رغم أن القضية بدأت بخلاف بسيط وأسباب تافهة.

ولية أمر طالب في الصف التاسع (أم عبدالله) ذكرت تعرض ابنها للسخرية في مجموعة واتس أب بفصله، بعد سوء فهم وقع خلال إحدى الحصص، حيث استخدم أحد الطلاب صور ابنها لصنع ستيكرات ساخرة.

قالت (أم عبدالله) إن إدارة المدرسة تجاوبت فوراً، إذ فتحت لجنة سلوكية تحقيقاً واتخذت إجراء تأديبياً بحق الطالب المتسبب، وقد لاقى ابنها دعماً واستعادة ثقته بنفسه بفضل المدرسين.

مديرة مدرسة حكومية، عائشة الزيودي، أفادت بأن الخلافات البسيطة بين الطلبة تتطور لشجار فعلي داخل المدرسة أو للإساءة الرقمية، وأكدت أن الشجارات الإلكترونية تتضمن عقوبات قانونية مشددة.

أضافت الزيودي أن بعض الطلاب يستخدمون منصات التعليم الإلكتروني أو يصنعون محتوى مسيء لتجاوز زملائهم، ما يجعل الشجارات خطرة وتدخل أولياء الأمور بطريقة منحازة يعقد المشكلة.

تستخدم المدارس لجان سلوكية برئاسة رئيس شؤون الطلبة ومرشدين لدعم الطلبة وحل النزاعات، وتعديل سلوكهم وفق اللائحة السلوكية بما يحميهم من العنف اللفظي أو النفسي.

أكدت المستشارة التربوية، بدرية الظنحاني، أن حلالخلافات يبدأ بغرس القيم منذ الصغر، ونشر التوعية الرقمية، وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر لمنع الضرر النفسي الطويل الأمد.

صّرح المستشار القانوني، راشد الحفيتي، بأن القانون يعاقب بشدة على الإساءة الرقمية، سواء عبر رسائل تهديد أو تركيب صور مفبركة، حيث يتم التعامل معها كجرائم إلكترونية.

أشار الحفيتي إلى عدم التسامح مع الجرائم الإلكترونية، وأهمية توثيق الأدلة للتواصل مع الجهات المعنية، مؤكداً على توعية الطلبة والمجتمع بخطورة مثل هذه الجرائم.

الحفيتي شدد على أهمية التوعية المسبقة، والتعاون مع وحدات الشؤون القانونية والجهات الأمنية، لرفع الردع وحفظ الحقوق، بما يساهم في خلق بيئة مدرسية آمنة ورقابة فعالة.

تعي الزيودي على تنفيذ لائحة السلوك المعتمدة عند رصد أي مخالفة بين الطلبة لتحقيق الردع وحفظ النظام المدرسي.

أوصت بدرية الظنحاني بتدريب الطلبة على إدارة الخلافات بشكل حضاري لتجنب التصعيد عبر الإساءة من خلال وسائل التواصل.

ذكر أن هناك 12 فتى من المنتسبين إلى قسم الرعاية المجتمعية في الفجيرة متهمون بجرائم تقنية المعلومات، ما يعكس أهمية التعامل بجدية مع تلك القضايا.


مواد متعلقة