الحرب مع روسيا قد تتوقف قبل الربيع المقبل في أوكرانيا
الإثنين 03 نوفمبر 2025 - 04:01 ص
مثل العديد من الآخرين في الغرب، أظل متابعًا بإصرار الأوكرانيين في معركتهم الطويلة والبارعة ضد الروس. مع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أنه قد يكون الفصل الأخير من الحرب التي يقودها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. المال الذي يبقي أوكرانيا مسلحة وفي حالة جيدة ودافئة أصبح شحيحًا بشدة. الدعم الغربي يتلاشى، ويبدو أن الدفاع عن كييف يحتل مرتبة أقل في الطوارئ الاستراتيجية لجميع الدول الأوروبية المتضررة اقتصاديًا.
قد يعتقد البعض خلاف ذلك عند الاستماع إلى الخطابات السياسية التي تؤكد على ضرورة الدفاع عن قيم أوروبا وحقها في اختيار مصيرها، كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أو عند مراقبة النتائج العسكرية أو الدبلوماسية.
العقوبات الأمريكية ضد روسيا تستهدف اثنين من أكبر منتجي النفط، وهما شركتا روزنفت ولوكويل، وهما المحرك الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ضربت طائرة أوكرانية بدون طيار سد بيلغورود في جنوب روسيا، مما أدى إلى عزل أعداد كبيرة من الجنود الروس داخل أوكرانيا.
على الرغم من كل هذا، لا يغير الأمر شيئًا في مجريات الحرب التي لا تبشر بالخير لمصلحة الأوكرانيين. تصريحات فون دير القوية تتجنب السؤال الحاسم الذي يواجه الغرب وهو: هل هناك شيء يستحق القتال من أجله في هذه الحرب الطويلة التي لم تسفر عن نتيجة؟
العقوبات الأمريكية الجديدة تعطل مصدرًا هامًا من صادرات موسكو، لكنها لن تمنعها من إنشاء شركات وهمية جديدة، مما يجعل هذه العقوبات غير فعالة بالكامل. في الحقيقة، أدت أخبار العقوبات إلى رفع أسعار النفط، والهجوم على السد الروسي كان له تأثير كبير، مثل العديد من الضربات الجوية الأوكرانية الأخرى خلال السنوات الثلاث الماضية، لكنه لن يؤثر بشكل حاسم على نتائج المعارك بين البلدين.
وصف المتحدث باسم الجيش الأوكراني الهجوم بأنه طريقة مفيدة لزيادة عدد أسرى الحرب الروس للتبادل المستقبلي، لكنه لا يبدو كنصر عسكري في الأفق. فصل الشتاء القادم سيشهد مزيدًا من الهجمات الروسية المكثفة على ما يعرف باسم "حزام المعاقل الأوكرانية" في الجبهة الشرقية، مما يسبب أضرارًا هائلة لأوكرانيا وجيشها. إذا بدأت هذه الخطوط الدفاعية في الانهيار، سيكون الطريق مفتوحًا للجنود الروس للتقدم نحو وسط أوكرانيا.
خطة التعبئة العسكرية الروسية لعام 2025 تشمل حشد 350 ألف جندي روسي وقعوا عقد لأوقات محددة، ولا يزال العديد منهم في التدريب. الخطة العسكرية تهدف إلى فتح الجبهة الشرقية في أوكرانيا، حيث شوهد بضع مئات من الروس في "بوكروفسك" الخاضعة للسيطرة الأوكرانية يعملون على كشف طائرات الدرون وقتل مشغليها، مما يسهل تقدم الجيش. يستعدون للتحرك نحو وسط أوكرانيا في الربيع، حيث ستكون أوكرانيا في وضع ضعيف من حيث القوة العسكرية والبنية التحتية.
الجيش الروسي يتحرك وفقًا لحسابات الكرملين حول المدة التي يستطيع الاقتصاد الأوكراني تحملها قبل أن ينفد. قادة الدول الأوروبية اقتربوا من اتفاق على تقديم قرض لأوكرانيا يعتمد على 150 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة منذ بداية الحرب. الاتحاد الأوروبي يستخدم الفوائد لتمويل ثلاثة مليارات سنويًا لمساعدة أوكرانيا في حربها. إذا تم تحويل المبلغ بالكامل إلى أوكرانيا، يمكنها مواصلة القتال في مواجهة الهجوم الروسي.
رئاسة الكرملين ترى أن تحويل الأموال إلى أوكرانيا غير قانوني ورفعت قضايا ضد الغرب في المحاكم لوقف هذه الممارسة غير القانونية. علاوة على ذلك، إذا كان تحرك الاتحاد الأوروبي يعتبر تعويضًا عن الدمار الذي لحق بأوكرانيا، يرفض بوتين ذلك، فهو يرغب في الانتصار المعترف به من الجميع، وليس في مزاج للدفع أو التقييم المشترك لدمرت الحرب. من سيتحمل فاتورة الحرب إذًا؟
بلجيكا، التي تحتوي على الأصول الروسية في بنك "يوروكلير" البلجيكي، وجدت أن الجزء الأكبر من الفاتورة يقع عليها، لذا رفضت الموافقة لأنها ستكون الخاسر الأكبر. لماذا لا يكون هناك ضمان أوروبي مشترك وتقاسم للمخاطر في ظل كون الحرب في أوكرانيا أكبر مشكلة أمنية تواجه القارة؟ تم رفض ذلك صراحةً، لأن دافع الضرائب الأوروبي لن يتحمل تعويضات روسية غير مدفوعة.
في هذا النقاش، يكمن جوهر التعب الأوروبي من الحرب. تمتلك أوكرانيا التمويل الكافي حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل للقتال والبقاء صامدة. ارتفعت ميزانيتها الدفاعية هذا العام إلى 70.86 مليار دولار. العائدات المالية لأوكرانيا العام المقبل تقدر بـ 68 مليار دولار.
الاتحاد الأوروبي يوعد بدعم مالي يمنع انهيار الدولة الأوكرانية لعام أو عامين. لكن لا يوجد حزب يميني متشدد في أوروبا يوافق على ذلك حاليًا. الحسابات الروسية واضحة باستخدام الخبرة المكتسبة في الدرونات لجعل الشتاء جحيمًا على الأوكرانيين، وتدمير البنية التحتية للطاقة والسكن والأمل في تأليب الشعب ضد حكومة زيلينسكي للتسوية غير المواتية.
بوتين يعتقد أن استراتيجية الهجمات الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية ترغم الروس على مواجهة شتاء بارد وصعب. الحرب تبدو أنها تسير نحو آخر 150 يومًا، والتكاليف لا تقاس بالمليارات المفقودة، وإنما بتحويل الولايات الوسطى إلى أماكن مليئة بالرجال الأقوياء العاطلين عن العمل وراغبين في الانتقام.
آمل أن تسير الأمور بشكل آخر، فالأرقام تظهر غير ذلك، وليس هناك معجزات شتائية في أوروبا الشرقية. علينا الاستعداد للسلام، لكنه لن يكون جميلا.
مواد متعلقة
المضافة حديثا