الحكومة الإيطالية تسعى للسيطرة على شبكة راي المملوكة للدولة

الإثنين 03 نوفمبر 2025 - 05:55 ص

الحكومة الإيطالية تسعى للسيطرة على شبكة راي المملوكة للدولة

منى شاهين

أنطونيو سكوراتي هو كاتب إيطالي بارز ومعروف في بلاده. روايته التاريخية التي تحمل عنوان "ابن القرن" حصلت على جائزة ستريغا، التي تعد من أعرق الجوائز الأدبية في إيطاليا، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات. تتناول الرواية ظهور وسقوط الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، ولهذا كان سكوراتي الخيار المفضل للحديث في شبكة "راي" الإيطالية قبل ذكرى 25 أبريل.

ومع ذلك، لم يتمكن سكوراتي من إلقاء كلمته في الهواء، حيث قامت المحطة بإلغاء تفويضه. وأوضح سكوراتي أنه كان يعتزم انتقاد جورجيا ميلوني لرفضها التبرؤ من تاريخها الفاشي. وادعت المحطة أن ذلك كان بسبب طلبه لأجر مرتفع. ميلوني ردت بطريقتها المعهودة، معتبرة أنها لا تعرف السبب الحقيقي وراء عدم خطاب سكوراتي، بينما نُشر نص كلمته على "فيس بوك" ولاقى انتشارا كبيرا في وسائل الإعلام.

وأثارت الواقعة جدلا واسعاً، حيث اعتبر أنصار ميلوني أن المحطة تتجه نحو اليسار، بينما رأى آخرون أن رئيسة الحكومة تسعى لمنع انتقادها في الإعلام. المحطة الإيطالية لم تحقق يومًا استقلالية مثل "بي بي سي" البريطانية أو "هيئة الإذاعة الأميركية". في التسعينات، كانت قنواتها مخصصة للأحزاب الرئيسية، ومنذ ذلك الحين، حاولت كل حكومة تعزيز وجود مؤيديها، مما أدى إلى نتائج كارثية.

الحكومة الحالية تتجه نحو اليمين، خاصة أن شبكة "ميدياست" الخاصة التي أسسها برلسكوني تشكل جزءًا كبيرًا من المشهد الإعلامي، ويبدو أن أتباع ميلوني يريدون استغلال هذا الوضع لإعطاء مؤيديهم مساحة كبيرة في الإعلام. توجيهات البرلمان الأوروبي ربما تمنح الحكومة وقتاً أكبر على شاشات المحطة مقارنة بالمعارضة، مما أثار قلق بعض المعلقين.

العامل الأول هو الحاجة لعرض برامج تجذب الجمهور. العديد من الشخصيات البارزة قد غابت من "راي" إلى قنوات خاصة نشأت مؤخراً. الثاني هو التنوع الإعلامي حيث يفضل الشباب الإيطالي تطبيقات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، مما يقلل من تأثير المحطات التقليدية مثل "راي". على الرغم من كل هذا، لا يزال تأثير الإعلام التقليدي محط نقاش.


مواد متعلقة