محلل يكشف أهمية آسيا الوسطى للمصالح الأمريكية المتزايدة
الإثنين 03 نوفمبر 2025 - 04:58 ص
من الملاحظ على مر العصور، أن الذي يسيطر على طريق الحرير، يهمين على الثروة والنفوذ في منطقة آسيا الوسطى. ترك الإسكندر الأكبر وجانكيز خان وتيمورلنك بصمات لا تُمحى في المنطقة، كما أشار المحلل السياسي جوزف إبستاين في تقرير له في مجلة ناشيونال إنتريست.
وقال إبستاين، وهو زميل بارز في معهد يوركتاون ومستشار في مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية، أن طريق الحرير يوفر اليوم فرصة دبلوماسية فريدة.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد يصبح أول رئيس أمريكي يزور آسيا الوسطى، لإظهار استعداد بلاده للقيام بدور محوري هناك منذ استقلال المنطقة عن الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وقد أصبحت آسيا الوسطى محور اهتمام الآن، لما تحمله من ثروة معدنية وموقع استراتيجي مهم للمصالح الأمريكية. إذ يجتمع قادة كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان في واشنطن لحضور قمة مهمة.
وفي محاولة لجذب اهتمام واشنطن، وقّعت كازاخستان وأوزبكستان صفقات بمليارات الدولارات مع شركات أمريكية لشراء منتجات مثل الطائرات والقاطرات من شركة بوينغ.
على الرغم من أن أذربيجان لا تقع فنياً في آسيا الوسطى، إلا أنها تُعد لاعبا رئيسيا في التكامل الإقليمي وعززت تواصلها مع واشنطن بشكل ملحوظ.
وتجلى ذلك في القمة السلمية التي عقدها الرئيس الأذربيجاني في واشنطن، مستعداً للنظر في الانضمام إلى قوة استقرار مدعومة من الولايات المتحدة في غزة، مما يشير إلى اهتمامها بتقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وأصبحت أذربيجان، بفضل موقعها الجغرافي والدبلوماسي، مركز اتصال بين أسواق آسيا الوسطى إلى أوروبا. وهذا الانخراط يعد جزءاً من سياسة تنويع التحالفات لتجنب الاعتماد على قوة واحدة.
وأوضح إبستاين أن انخراط الولايات المتحدة في المنطقة كان تاريخياً متمحوراً حول حقوق الإنسان والديمقراطية، بينما يُنظر إلى نهج ترامب البراغماتي بتركيز على الأنشطة التجارية.
وقد فتحت الحرب في أوكرانيا فرصة لتعزيز التعاون، بينما تراجعت موسكو وبكين تحاول ملء الفراغ الدبلوماسي. وفي عام 2023، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمنطقة، مع مخاطر الاعتماد المفرط.
ولبان بالنسبة لواشنطن فوائد التعاون واضحة، خاصة مع حاجة الولايات المتحدة لمصادر بديلة للمعادن النادرة والتي تمتلكها آسيا الوسطى بكثرة، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
إن أهمية المنطقة استراتيجياً ليست فقط في المعادن، بل أيضاً لوجود ممرات تجارية تربط شرق آسيا بأوروبا، وتوفر فرصاً لتوسيع سلاسل التوريد وتنويعها، متجاوزةً لروسيا وإيران.
ويمثل الممر الأوسط، طريق النقل الدولي عبر قزوين، بديلاً استراتيجياً آخر لقناة السويس، وسط تغيرات في السلاسل التوريدية والجيوسياسية العالمية.
وقد تكون زيارة رئاسية من الولايات المتحدة إشارة لجدية الانخراط في المنطقة، إذ أن حضورها يعد مهماً، ولا سيما أن روسيا والصين يدركان تمامًا هذا الأمر.
وسوف تُبين زيارة ترامب أن الولايات المتحدة تنوي أن تكون لاعباً رئيسياً في مستقبل آسيا الوسطى، ولا تبقى متفرجة في اللعبة الجيوسياسية هناك.
مواد متعلقة
المضافة حديثا