الخصوبة تتراجع بشكل حاد في الولايات المتحدة: مؤشرات تقلق الخبراء

الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 10:33 ص

الخصوبة تتراجع بشكل حاد في الولايات المتحدة: مؤشرات تقلق الخبراء

ناصر البادى

في الماضي، كانت فتاة في سن الإنجاب بولاية سولت ليك سيتي تكبر في عائلة نموذجية. ووالداها عادة ما يكونان متدينين وتزوجا قبل سن الـ 25.

حياتها اليوم في يوتا تشبه حياتها في الماضي إلى حد كبير. فالولاية تتمسك بالتقاليد حيث يزداد عدد الأطفال في العائلات أكثر من أي مكان آخر في أمريكا، إلا أن هناك فرق واحد هو أن الأم الآن لديها أقل من طفلين في المتوسط.

في الماضي كان عدد الأطفال للسيدة في الولايات المتحدة يقارب 3.6 في عام 1960، ولكن بحلول 2022 انخفض إلى 1.7.

وفقاً لأحدث البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، انخفض المعدل مجدداً ليصل إلى أقل من 1.6، وهو أدنى مستوى منذ زمن.

خلال السنوات الأخيرة، شهدت الولايات ذات المعدلات المنخفضة انخفاضاً طفيفاً، بينما الولايات التي كانت تاريخياً عالية الخصوبة كانت تشهد نزولاً حاداً.

مثل ألاسكا وداكوتا الشمالية شهدت بعض أكثر الانخفاضات حدة. والولايات ذات معدلات الخصوبة العليا في 2014 كانت مسؤولة عن أكثر من 80% من الانخفاض في العقد الماضي.

يمثل الانهيار في معدلات الخصوبة تحدياً للسياسات والباحثين الذين ركزوا اهتمامهم على الولايات ذات التعليم العالي والمدن.

على سبيل المثال، اقترح الاقتصادي ليمان ستون اتباع "نهج يوتا" حيث لا تؤجل النساء الإنجاب من أجل مسار مهني كما في الغالب.

يقلق صناع السياسات من تدني معدلات المواليد في الأماكن الريفية والمناطق ذات التعليم الأقل. حتى في يوتا، المحافظون ينجبون أقل.

في المناطق مع مساحة واسعة تنخفض معدلات المواليد مما يعكس تغييراً في سلوك الشابات وانخفاض حالات الولادات غير المخطط لها.

انخفض المعدل في أمريكا إلى ما دون 2.1، وهو المستوى المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان بدون الحاجة إلى مهاجرين منذ ما يقرب من عقدين.

هناك قلق لدى الباحثين والبيت الأبيض من أن هذا الانخفاض يعني انخفاض فرص التعافي وبالتالي يبحثون عن حلول جديدة.

يمثل ارتفاع تكاليف المعيشة عائقاً أمام الإنجاب، ويتفق المؤيدون للإنجاب على ضرورة سياسات حكومية تسهل بناء الأسر، ولكن يختلفون في كيفية تحقيق ذلك.

وفقاً ليمان ستون يجب على الحكومة تقديم الدعم المالي للأسر وترك لهم حرية اختيار كيفية استغلاله بما يخدم الأسرة.

تشير الأبحاث إلى زيادة القلق بشأن التدهور الاقتصادي والتحديات الاجتماعية والثقافية مع تراجع أعداد المواليد.

إدارة ترامب لم تحدد بعد كيفية تحفيز الآباء على الإنجاب بخلاف الحوافز المالية التي يقدمها القانون الجديد.

وفي استطلاع نشرته د. ناتاليا كانيم، تبين أن انخفاض الخصوبة سببه العوائق الاقتصادية التي تمنع تكوين الأسر كما يرغب الأفراد.

أفاد خمس المشاركين في الاستطلاع بعدم توقع إنجاب الأطفال حسب رغبتهم، وألقى أكثر من 50% باللوم على العوائق الاقتصادية.


مواد متعلقة