الصين تستخلص دروس من النزاع الأوكراني لحسم مستقبل حروبها
الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 05:54 ص

بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت تداعيات استراتيجية هامة للعالم، وسيكون لها تأثيراتها البعيدة الأمد بغض النظر عن المآلات النهاية للحرب.
وفي سياق تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنتريست، تم الكشف عن وجود أبعاد استراتيجية تغيب عن النقاشات في واشنطن حول الحرب الروسية الأوكرانية. حيث أن الصراع أصبح مختبراً للصين، العدو الرئيسي للولايات المتحدة في الوقت الحالي.
من وجهة نظر الصين، تعتبر الحرب فرصة ثمينة للتعلم ومراقبة استخدام الأسلحة الحديثة التي ستشكل الصراعات المستقبلية. بالنظر إلى موقعها كحليف اقتصادي لروسيا، أصبحت الصين قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتحقيق ميزات تقنية في الحرب.
لقد أصبحت الحقائق الميدانية ظاهرة بشكل لا يمكن تجاهلها، وخاصة مع استخدام المعدات والتكنولوجيا الصينية. دور الصين في الصراع تجاوز الدعم الاقتصادي ليشكل العمود الفقري اللوجيستي للمجمع الصناعي العسكري الروسي.
هذه الديناميات تسمح للصين بتقييم قدرتها على دعم شريك في صراع مستمر وقوي مثل الصراع الروسي الأوكراني.
تجلت أهمية هذا الدور الاستراتيجي لبكين في يوليو الماضي عندما أعلن وزير خارجيتها أنهم لا يمكنهم قبول هزيمة روسيا في أوكرانيا، فهزيمتها قد تسمح للولايات المتحدة بتركيز مواردها بالكامل نحو الصين.
بمرور الوقت، 90% من الإلكترونيات الدقيقة التي استخدمتها روسيا في صواريخها ودباباتها أتت من الصين. كذلك، استوردت روسيا معدات مصنع بقيمة تقارب 900 مليون دولار من الصين لتحل محل المعدات الغربية الصعبة المنال.
أصبحت بكين المورد الرئيسي لموسكو لمادة النيتروسليلوز، مما يتيح إنتاج كمية هائلة من قذائف المدفعية. هذا التحول من التوريد السلبي للموارد إلى التأثير النشط على توازن القوى في ساحات المعارك يظهر مدى شمولية دور الصين.
أبرز الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مايو 2025 أن الطائرات الصينية كانت متاحة للروس لكنها محظورة على الأوكرانيين، مما يعكس تحيّز الصين الواضح.
الصين لم تعد مجرد مراقب محايد بل أصبحت شريكاً مباشراً يؤثر في نتائج الحرب اليومية من خلال تسليح طرف على حساب الطرف الآخر.
الحرب الأوكرانية توفر للصين معلومات لا تقدر بثمن حول الحروب الحديثة دون المخاطرة بجنودها. وهذا يتيح لها دراسة وتحليل أداء الأسلحة الغربية.
الأهداف الصينية تتمثل في التعلم والتكيف بسرعة أكبر، مما يعزز قدرتها على التحضير لصراعات مستقبلية.
الصراع الأوكراني يتيح للصين مراقبة العقوبات الغربية على روسيا واستخدامها لتقوية نظامها المالي وتعزيز استقرار اقتصادها في وجه العقوبات.
بكين لا تستطيع قبول هزيمة روسيا في أوكرانيا، حيث أنها قد تقود لفتح الباب أمام تركيز أميركي كامل على الصين وهي لا تريد ذلك.
مواد متعلقة
المضافة حديثا