حجاج بيت الله الحرام يتجهون إلى منى استعدادًا ليوم التروية
الأحد 08 يونيو 2025 - 06:28 ص

بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم، الثامن من شهر ذي الحجة 1446 هـ، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية تقربًا لله تعالى، مستلهمين من سنة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير في جو إيماني وروحاني.
أوضحت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها قبل الوقوف بعرفة، سُنّة مؤكدة. ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها.
يظل الحجاج في منى حتى بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة ثم يعودون إلى منى بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء الأيام المباركة (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، باحتساب جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجل.
يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وحدود الحرم تحيطه من الجبلين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا خلال موسم الحج، وحده من جهة مكة جمرة العقبة ومن جهة مزدلفة وادي "محسر".
يعتبر مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، حيث رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار وذبح فدية إسماعيل -عليه السلام-، واتبعه نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع وقد حلق، وجعل المسلمون من سنته وصف القوم ذبح الهدي وحلق الرؤوس.
يتميز المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي يجري رميها، ومسجد "الخيف" الذي اشتق اسمه من موقعه البارز على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى. هناك صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنبياء من قبله، وما زال قائماً حتى الآن، وله توسعة عظيمة تمت في عام 1407هـ.
من الأحداث التاريخية التي وقعت في منى، بيعتا العقبة الأولى والثانية. في السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمشاركة 12 رجلًا من الأوس والخزرج، تلتها الثانية في العام الـ 13 من الهجرة حين بايع النبي -عليه السلام- 73 رجلًا وامرأتين من أهل المدينة المنورة.
تم بناء مسجد البيعة بالقرب من جمرة العقبة، في عام 144هـ على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، تكريماً لذكرى مبايعة الأنصار للنبي -صلى الله عليه وسلم- ودعمه. المكان يعتبر حافلاً بالذكريات التاريخية الدينية المهمة.
نزلت سورة "المرسلات" في غار بمشعر منى، وفقًا لحديث ورد عن عبد الله -رضي الله عنه-، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلوها بينما كنا معه هناك.
اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بمشعر منى يأتي من استشعار للفترة التي يقضيها الحجاج هناك، وتوفير الخدمات اللازمة لضمان راحتهم، مثل الوسائل الأمنية والطبية والنقل، دعماً لأداء مناسك الحج بروحانية وطمأنينة.
الجهات الحكومية في السعودية تعمل جاهدة لتسهيل حج ضيوف الرحمن من خلال تقديم كافة التسهيلات والخدمات، بهدف إنجاح موسم الحج.
مواد متعلقة
المضافة حديثا