آلام وانتصارات فردية برؤية جماعية في مونودراما المهرجان بالفجيرة
الأربعاء 16 أبريل 2025 - 08:18 ص

بين عرض يوناني مكثف بأفكار دقيقة ودلالات رمزية، وآخر عراقي بتقنيات ضاجة في كثير من الأحيان، عاش جمهور مهرجان الفجيرة للمونودراما ليلة مليئة بالتواصل والنقاش والتفاعل. العرض اليوناني "ميديا: الفراغ الأحمر" لم يسع إلى الإبهار البصري بل كان أقرب للحوار الذهني والتجريدي.
الكاتبة والمخرجة والممثلة اليونانية صوفيا ديونيسوبولو قدمت قراءة جديدة لشخصية "ميديا" التراجيدية، بينما العرض العراقي "جوكر" عمل على التأثير الجمالي بتقنيات وأدوات بدت في بعض الأحيان عبئًا على الفرجة، وجعلت من العمل عبئًا دلاليًا.
قدم عرض "ميديا: الفراغ الأحمر" بلغة رمزية مكثفة لجعل المتلقي يتفكر في العمق. السرد كان أكثر من الفعل، ورسم لوحة بصريّة وشعريّة لتجل آخر للأسطورة ميديا بملابس كتلك الشبكة التي تسطر على الجسد، لتظهر الصراع الداخلي بين الحقد والتفكك، وبين الأمومة والذنب.
هذا العرض حفر في الذاكرة بحيث شهد الجمهور ممثلة تقف في نقطة ضوء واحدة، بحركة ووجع جسدي معبّر عن صراع داخلي ونبش للمفاهيم البشرية كالخطأ والمأساة، مستحضرًا رمزيات تمتزج بين القداسة والقيد الظلامي.
واستمتعت الممثلة بالنطق بلغتها الأصلية، مؤسّسة لمشروع ذهني بحثي، وكأنها بمكان أكثر للبحث منها للعرض من خصائص المونودراما المتوافقة مع العقل والفكر.
على النقيض، جاء العرض العراقي "جوكر" حائزًا على البهجة البصرية، بلعبة توظيف الأدوات والمفردات على المستوى الشخصي والاجتماعي. تروي قصة إنسان تكافح وسط آلام وطن لا تبرح مخيلته وأزماته.
الممثل طه المشهداني انتقل من مشاعر طفولته ومآسيه الشخصية إلى مواضيع الهجرة والعودة، بصيغة حوار جماعي مع الآم البلاد، مستخدمًا كل القدرات الدرامية لتوصيل رسالة عراقية حزينة وفي بعض الأحيان شرح مفرط للضرورة الدرامية.
كعرض المونودراما "جوكر" كانت محاولة للكشف عن جروح وطن تتراكم فيه المآسي وترفض الابتعاد، وهو بمثابة صرخة في وجه الألم الذي يعاني منه الشعب العراقي العزيز.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم