الإمارات تثبت مكانتها العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وفق خبراء

أكد خبراء في مجال التقنيات الحديثة أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت أحد النماذج العالمية الرائدة في تطوير البنية التحية الرقمية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في البنية التحتية والموارد البشرية المؤهلة. يشير الخبراء إلى أن هذه الجهود جعلت الإمارات تبرز بين الدول في هذا المجال.

في عام 2017، قامت حكومة الإمارات بإطلاق "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي"، وهي خطوة رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي. تهدف هذه الاستراتيجية إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي وتطوير منظومة رقمية ذكية. كما تسعى الإمارات إلى أن تكون في طليعة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع التركيز على قطاعات النقل والطاقة المتجددة والتعليم والصحة والبيئة.

وقد أدى هذا التوجه إلى تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، مما جعل الإمارات تحتل موقع الريادة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. وأصبح بإمكانها القيادة في هذا المجال على المستوى الإقليمي والعالمي.

وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي أن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات سيمكنها من السيطرة على وظائف هذا القطاع في المنطقة. حيث تشهد وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات نمواً سنوياً بنسبة 74% وفق تقرير "لينكيدإن".

روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني للشرق الأوسط وإفريقيا، أكد أن دولة الإمارات لا تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة، بل تعتبره "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً. كما أشار إلى أن مفهوم "حوكمة الذكاء الاصطناعي" أصبح جزءاً مؤسسياً في الإمارات.

كما أشار إلى أن الاستثمارات الخاصة من قبل الشركات الكبرى استجابت لتوجهات الإمارات في هذا المجال، حيث تم ضخ مليارات الدولارات من قبل هذه الشركات لدعم الاقتصاد التقني في الدولة.

من جهة أخرى، أوضح فيصل حمادي، المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية (BCG)، أن الإمارات تتبنى نهجاً شاملاً بقيادة الحكومة في تطوير الذكاء الاصطناعي، مستهدفين بذلك أن يكون الاستخدام وتطوير هذه التقنيات جزءاً أساسيًا من نهجها المستقبلي.

أحمد جمال، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا"، أضاف أن الإمارات قد انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد، مما يعكس نجاح سياساتها في هذا المجال.

الدكتور هيتندرا باتيل، مؤسس معهد الابتكار العالمي، أكد أن الإنجازات التي حققتها الإمارات تعكس فهماً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبني هذه التقنيات بسرعة تماشياً مع التغيرات العالمية المتسارعة.