سياسات ترامب تدفع الصين نحو القمة وفقًا لخبير أوروبي

الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 - 05:31 ص

سياسات ترامب تدفع الصين نحو القمة وفقًا لخبير أوروبي

ناصر البادى

قال جيرمين زيتلماير، رئيس مؤسسة بروجيل البحثية الأوروبية، إن الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب تعتبر شريكًا يصعب الوثوق به. ويرى أن سياسات ترامب فتحت الباب أمام الصين لتعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا.

وأعرب زيتلماير في مقابلة مع صحيفة إيل باييس الإسبانية عن حاجة أوروبا إلى بناء تحالفاتها الخاصة. فهي تسعى لإنشاء تكتل مستقل يخدم مصالحها ويعزز مكانتها في النظام العالمي المتغير، وكذلك يجب تعزيز علاقاتها مع الدول النامية.

سألته الصحيفة عن سياسات ترامب وما إذا كانت دفعت بعض حلفاء واشنطن التقليديين نحو التقارب مع الصين. فكان الرد بتأكيد أن التطور الأوضح كان الاجتماع الأخير لمنظمة شنغهاي للتعاون. حيث التقى في الاجتماع رؤساء الهند والصين وروسيا وكوريا الشمالية.

قال إن هذا التطور ورغم عدم تشكيله تحالف رسميًا، فإنه يثير القلق. فالهند لم تنتهج سياسة الانحياز لكنها لم تطور بعد قدرة صناعية تنافس الصين. في المقابل، عززت بعض دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا رابطتها مع الصين عبر مبادرة الحزام والطريق.

استفسرت الصحيفة عن العلاقات الأمنية بين أوروبا والولايات المتحدة. وقال زيتلماير إن مستقبل العلاقات سيعتمد بشدة على مصير حلف شمال الأطلسي (الناتو). فإذا بقي الناتو متماسكًا ستظل أوروبا بجانب واشنطن، أما إذا اتجه الاتحاد الأوروبي نحو الاستقلالية داخل الناتو، فسيمكنهم اتخاذ قرارات مستقلة في مجالات مثل التجارة.

ورداً على سؤال عما إذا كان التغير الحاصل داخل الولايات المتحدة لا يمكن الرجوع عنه، أجاب زيتلماير بأن الولايات المتحدة أصبحت صعب الوثوق بها الآن. وستحتاج لإدارة ديمقراطية جديدة بالإضافة إلى تراجع الأغلبية الجمهورية عن سياسات ترامب حتى تعود الثقة العالمية.

وفيما يتعلق بتأثير الطاقة الإنتاجية الفائضة للصين على النظام العالمي الجديد، أشار زيتلماير إلى أن الدعم الحكومي والابتكار المستدام ساعدا الصين في خفض التكاليف، مما يوفر جانبا إيجابيا عالميًا، وخاصة في التقنيات النظيفة والرخيصة.

إذا استمرت الصين في مسارها الحالي، فالمعادلة لم تعد كما في الماضي. يتطلب الأمر أحيانا فرض رسوم جمركية على السلع الصينية مثل السيارات، بالإضافة إلى ضوابط دخول الاستثمارات الصينية للدول الأوروبية.

تحدث أيضًا عن تأثير الطاقة الإنتاجية الصينية على التكتلات الجيوسياسية. فالمنتجات الصينية ذات التكلفة المنخفضة تغزو الأسواق في الدول غير الصناعية. وفي المقابل، تبني الصين البنية التحتية في تلك الدول.

ومع ذلك، يتساءل كيف سيؤثر ذلك إذا بدأت الصين في تقديم دعم مالي حقيقي للدول النامية؟ ورد زيتلماير بأن الصين قد تتمكن من تعزيز نفوذها العالمي ولكن خارج الإطار العسكري.

فسألته الصحيفة أخيرًا عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي. فأكد زيتلماير على أهمية تعزيز أوروبا لعلاقاتها مع الدول النامية لتقليل انبعاثات الكربون والحد من الاعتماد على المواد الخام الصينية.


مواد متعلقة