ماكرون يستعيد بريقه بلقاء رياضي حماسي مع الجنود

الأحد 28 ديسمبر 2025 - 05:24 م

ماكرون يستعيد بريقه بلقاء رياضي حماسي مع الجنود

ناصر البادى

يسعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دائماً لتعزيز صورته بين الجمهور واستعادة شعبيته التي تراجعت. من خلال استعراض جديد أظهر فيه قوته البدنية وحضوره القوي، فإنه يحاول التأكيد على ذلك.

وفي سياق هذه الاستراتيجية، نشر قصر الإليزيه فيديو لماكرون وهو يقوم بتمارين رياضية، رفقة بعض الجنود الفرنسيين وبإشراف مدرب لياقة شهير، محاولاً تعزيز صلته بالانضباط العسكري والقدرات الجسدية.

سرعان ما حاز الفيديو على إعجاب آلاف المستخدمين على منصات مثل تيك توك وإنستغرام وإكس، لكنه أيضاً أثار موجة سخرية وانتقادات بالغة. اعتبره الكثيرون مبالغاً في إظهار القوة، بل ورأى البعض أنه يبدو وكأنه باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ظهر ماكرون في الفيديو يرتدي شورتاً أزرق وقميصاً أبيض، يوجه الجنود لتمارين مثل الضغط والبلانك ورفع الركبة، بجوار مركبة مدرعة، قبل الانطلاق معهم في الجري. مشهد يعزز صورة القائد المتفاعل مع جنوده بدنياً.

شجع ماكرون على هذا العرض المدرب المعروف في عالم اللياقة، تيبو إنشيب، الذي يتابعه نحو 27 مليون شخص على منصات التواصل الاجتماعي. ويمكن سماع صوت إنشيب البالغ من العمر 33 عاماً يحث ماكرون وزملاءه قائلاً: "هيا، لا تتذمروا".

يبرز الفيديو مشاهد للدبابة الفرنسية لوكلير وهي تتحرك بسرعة، إلى جانب هتافات الجنود، كأحدث طقوس استعراض القوة لرفع شعبية ماكرون بعد تآكل نفوذه التنفيذي العام الماضي إثر الانتخابات البرلمانية التي أفرزت حكومات ضعيفة.

هذا الطابع العسكري يتماشى مع سعي ماكرون لتعزيز مكانة الجيش الفرنسي، وخاصة بعد ما يعتبره تهديداً روسياً متزايداً. ومن خلال إطلاق برنامج جديد، يدعو الخريجين للخدمة الوطنية التطوعية لمدة 12 شهراً بدءاً من يوليو القادم.

يعمل فريق ماكرون الإعلامي، بما فيهم المصورة سوزيغ دي لا مويسونيير، على إنتاج مقاطع تُظهر الرئيس بملابس غير رسمية في مواقف رجولية لكسر صورته التقليدية كرجل تكنوقراطي بعيد عن الواقع الشعبي.

تشمل هذه الصور ظهور ماكرون بزي طيار أو بسترات جلدية، أو بألبسة مفتوحة، شبيهة بصور الرئيس الروسي بوتين المعروفة، وغالباً ما تُظهره في نشاطات مثل ركوب الخيل والصيد. رأينا ماكرون بالصيف الماضي يقود دراجة مائية في المتوسط.

يُختار توقيت هذه الاستعراضات بعناية لتظهر صلابة ماكرون في أوقات التوتر السياسي. فبالعام الماضي، نُشرت صور له بالملاكمة، مظهراً الصلابة وعزماً مشدوداً، بالتزامن مع موقفه إلي روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

ماكرون حاول إشراك أوروبا في جهود السلام الأميركية الروسية، مقترحاً الحوار مع بوتين نيابة عن أوروبا. وهذه الرسائل الجسدية تمتد إلى خارج فرنسا أيضاً، حيث تتنافس مع الولايات المتحدة كما في مصافحة ترمب.

لا تقتصر هذه الإطلالات على المنافسة الأوروبية، بل تصل إلى خصمه الأميركي الرئيس دونالد ترمب، حيث بدا الأمر وكأن مصافحتهما بمناسبة ما كانت مباراة. ورافق هذا تقليلاً من ترمب لشأن ماكرون الاثنين الماضي.

وكان قصر الإليزيه استعان بتيبو إنشيب لجذب الشباب وكسب دعمهم، لكن هذا التعاون أثار انتقادات واسعة. نظرًا لأن إنشيب يُعد من المؤثرين في عالم اللياقة، فإن ارتباطه برئيس غير شعبي أثار حيرة متابعيه.

هذا التعاون كان خطوة ضمن جهود متعددة لاستعادة الحيوية السياسية لماكرون، وخاصة مع اقتراب انتهاء ولايته في أبريل 2027. يبقى التحدي في كسب دعم الشارع الفرنسي وتقوية موقفه أمام خصومه السياسيين.


مواد متعلقة