احتفالات الرطب: تكريم النخلة المباركة وثمارها الطيبة
السبت 26 يوليو 2025 - 04:41 ص

تتحول واحات الإمارات في كل صيف إلى منصات نابضة بالحياة، تحتفي بالنخلة المباركة وثمارها الطيبة. عبر مهرجانات الرطب التي تجسد رؤية وطنية عميقة، رسم ملامحها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن بأن من يزرع النخيل يزرع الكرامة والعطاء.
ولطالما شكلت شجرة النخيل رمزاً للخير والثبات في وجدان أبناء الإمارات. إنها ليست مجرد نبات، بل ركن من أركان الهوية، وسند للمزارعين، وركيزة للأمن الغذائي، اقتصاديًا. وقد أدرك الشيخ زايد، الوالد المؤسس، هذا المعنى مبكراً.
غرس الشيخ زايد حب الأرض في القلوب، وجعل من زراعة النخيل مشروعاً حضارياً متكاملاً ترتوي جذوره من التراث، وتمتد أعضاؤه نحو المستقبل. وتواصل الإمارات اليوم هذا الإرث الوارف عبر تنظيم ثلاثة مهرجانات كبرى للرطب.
تشمل المهرجانات مهرجان ليوا للرطب الذي انطلقت فعالياته الأسبوع الماضي، ومهرجان الذيد للرطب الذي اُفتُتِح الخميس، ومهرجان دبي للرطب الذي انطلقت نسخته الثانية أمس. تجذب هذه المهرجانات مئات الآلاف من الزوار.
المهرجانات لا تحتفي بالرطب فقط، بل تدعم المزارعين اقتصادياً، وتوفر منصات لتصريف الإنتاج وإبرام الصفقات، إلى جانب الجوائز المجزية. تعد ملتقيات علمية تسهم في تطوير المعرفة والخبرة في مجال زراعة النخيل.
والإمارات مهتمة بزراعة النخيل، حيث دخلت موسوعة غينيس في عام 2009 بأكثر من 40 مليون نخلة. كما حلت ثالثة عالمياً في تصدير التمور عام 2021، بإجمالي صادرات بلغ 261.42 ألف طن، بقيمة تقارب مليار درهم.
يُمثل الرطب عنصراً استراتيجياً داخل سلة الأمن الغذائي الوطني، إذ يُصنف التمر من بين 18 صنفاً غذائياً أساسياً حددتها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051. ويعتمد التصنيف على القدرة على الإنتاج والتغذية والحاجة المحلية.
لا يقتصر الأثر الإيجابي لمهرجانات الرطب على الجانب الزراعي والاقتصادي فقط، بل يمتد إلى تعزيز السياحة. تحولت المهرجانات إلى وجهات تستقطب الزوار الباحثين عن تجربة أصيلة تعبق بالتراث، كما حدث في مهرجان ليوا للرطب.
مهرجان ليوا للرطب استقطب أكثر من 50 ألف زائر خلال خمسة أيام فقط. وفي كل نخلة شامخة، وكل ثمرة رطب طيبة، حكاية تروى عن وطن آمن بأن الزراعة حضارة، وأن الحفاظ على التراث هو استثمار في الهوية.
مهرجانات الرطب لم تعد مجرد فعاليات موسمية، بل أصبحت أعياداً وطنية لتمجيد النخلة، وتكريم من غرسها، والاحتفاء بمن يرعاها، وتمكين من يبني بها مستقبل الغذاء والاقتصاد والسياحة في دولة الإمارات.
مواد متعلقة
المضافة حديثا