4 خرافات شهيرة حول جرثومة المعدة: ما الأسباب وطرق العلاج؟

السبت 29 نوفمبر 2025 - 07:46 ص

4 خرافات شهيرة حول جرثومة المعدة: ما الأسباب وطرق العلاج؟

ليلى زكريا

تُعتبر جرثومة المعدة والمعروفة علميًا بالملوية البوابية واحدة من أكثر أنواع العدوى انتشارًا في العالم. رغم وضوح أسبابها وطرق علاجها، تظل الجرثومة محاطة بالكثير من المفاهيم الخاطئة على الأصعدة الشعبية والإعلامية. هذه المعتقدات الخاطئة تؤدي إلى تأجيل العلاج أو استخدام وصفات غير معتمدة علميًا، مما يزيد من خطر مضاعفات مثل قرحة المعدة أو الأورام.

ينتشر حول جرثومة المعدة ما يتجاوز الحقائق العلمية لتصل إلى المعتقدات الشعبية والمفاهيم غير الصحيحة. يظن البعض أن ظهور الجرثومة يعود لتناول الأطعمة الحارة، أو أن العدوى هي بسيطة ويمكن التخلص منها بالأعشاب فقط. لكن الأبحاث الطبية تؤكد أن الجرثومة هي بكتيريا محددة تتواجد في بطانة المعدة وتتطلب علاجًا مركبًا يشمل المضادات الحيوية ومثبطات الحموضة بإشراف طبي مباشر.

هناك عدة خرافات منتشرة حول جرثومة المعدة يجب توضيحها. أول هذه الخرافات هو الاعتقاد بأن العدوى تنتقل عبر تناول الأطعمة الحارة أو المقلية، بينما الحقيقة أن الجرثومة تنتقل عادةً باللعاب أو الأدوات الملوثة أو المياه غير النظيفة، وليس عبر نوع الطعام نفسه.

مفهوم خاطئ آخر هو أن المريض يمكن أن يُشفى تلقائيًا دون علاج. الأبحاث تؤكد أن البكتيريا يمكن أن تعيش في بطانة المعدة لسنوات عديدة إن لم تُعالج دوائيًا.

يظن البعض أن الأعراض الشائعة مثل الانتفاخ والحموضة تؤكد الإصابة، في حين أن التشخيص الدقيق يتم عبر اختبارات مثل اختبار التنفس باليوريا أو تحليل البراز، وهي فحوصات دقيقة لا يمكن الاعتماد فيها على التقدير الذاتي.

خرافة أخرى هي الاعتقاد بأن تكرار العدوى يشير إلى فشل العلاج، لكن السبب الحقيقي يعود في معظم الأحيان إلى عدم الالتزام بمواعيد الجرعات أو إيقاف الدواء مبكرًا، مما يسمح للبكتيريا بالاستعادة النشاط مجددًا.

من الأعشاب التي تُذكر في الوصفات الشعبية لعلاج جرثومة المعدة هي الزنجبيل، الثوم، العسل، الكركم، التوت البري، إلى جانب مشروبات مثل الشاي الأخضر وزيت الزيتون وعرق السوس. تنسب لهذه المواد خصائص متنوعة، بعضها مضاد للبكتيريا أو مضاد للأكسدة، والبعض الآخر يساعد على تهدئة الالتهابات.

لكن معظم النتائج التي أُجريت بشأن تأثير هذه الأعشاب كانت في تجارب معملية أو على نماذج حيوانية، ولم تُثبت فعاليتها عند البشر بنفس القوة. تشير الدراسات الحديثة إلى أن استخدام الأعشاب يمكن أن يكون مساعدًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي، لكنه لا يعتبر حلًا كافيًا ضد العدوى.

يؤكد الأطباء على أن جرثومة المعدة تحتاج إلى نظام علاج متكامل يشمل نوعين من المضادات الحيوية ومثبط للحموضة لمدة لا تقل عن أسبوعين، متبوعًا باختبار للتأكد من إزالة البكتيريا. استخدام الأعشاب أو تأخير العلاج الطبي يمكن أن يكون مخاطرة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في تناول الأعشاب يمكن أن يتسبب في تفاعلات دوائية غير مرغوبة خاصةً لدى المرضى الذين يتناولون أدوية أخرى مثل الحموضة أو الضغط أو السكري. لذا، ينصح باستشارة الطبيب قبل إدخال الأعشاب لأي خطة علاجية.

يركز الخبراء على أهمية تحقيق التوازن بين العلاج الطبي والوسائل الطبيعية الداعمة كالتغذية السليمة، وتجنب التدخين، والاعتناء بالعادات الحياتية التي تساعد في حماية المعدة من الأمور المهيجة.


مواد متعلقة