السميطي يتحدى التوحد بالقراءة ويطمح لإنشاء مكتبة إلكترونية لذوي الهمم
الجمعه 18 أبريل 2025 - 10:54 م

في أروقة كلية الآداب بجامعة الشارقة، يقف الطالب الإماراتي علي السميطي بفخر في سنته الرابعة في قسم اللغة الإنجليزية. لقد اجتاز علي تحديات "التوحّد" بنجاح وقوة. لقد كان محباً للقراءة ومفتوناً بالتكنولوجيا منذ صغره. اتقن اللغة الإنجليزية ويرغب في إنشاء مكتبة إلكترونية لأصحاب الهمم.
وقالت "الإمارات اليوم" إنها زارت علي وعائلته لاستكشاف قصة نجاحه. دعم والديه مسيرته وتعاملوا بصبر وإيمان لدعمه في تحقيق أحلامه. أصبح علي عاشقاً للمطالعة والبحث، وحقق إنجازات بارزة.
يتذكر علي رحلته المدعومة بالإيجابية من والديه اللذين شجعاه في كل خطوة. كل التحديات لم تمنعه من متابعة تعليمه وطموحاته. بفضل إرادته القوية، استطاع أن ينجح في مسيرته الأكاديمية.
وهو الآن قريب من إنهاء دراسته الجامعية. لا يعتبر علي شهادته الجامعية النهاية، بل بداية لمرحلة جديدة. يرغب في العمل في مكتبة كبرى والتخصص في المطالعة. يتطلع لتطوير مكتبة إلكترونية لأصحاب الهمم تسهل لهم الوصول إلى المعرفة.
والدا علي كانا استثنائيين في دعمهما. رغم الأعراض غير الواضحة لاضطراب التوحّد في البداية، لاحظا سلوكاً مختلفاً في علي منذ دخوله الروضة الثانية، ولكنهما لم يستسلما للوضع.
في السابق، لم تكن هناك استراتيجيات لدعم الطلاب مثل علي، وطرد من مدرسته بعد موقف بسيط مع زميله. العودة للمدرسة لم تكن سهلة ولكن مع جهود والداه ومساعدة هيئة دبي، وجدوا مدرسة تراعي احتياجاته.
كانت أكبر التحديات الرسوم الدراسية الضخمة التي وصلت إلى 100 ألف درهم سنويًا. رغم ضعفه في اللغة العربية، أظهر براعة في المواد الإنجليزية وأدرج في صفوف غير الناطقين بالعربية مما مكنه من استكمال مسيرته التعليمية.
أوضح والده أن البداية كانت صعبة بعد تشخيص حالته في 2006، ولكنها لم تكن عائقًا. بينما والدته كرّست وقتها لتعيينه مهارات قبل التعليم الجامعي، لكنها واجهت تحديات أخرى مع تقدم علي في العمر.
لقد كان من الصعب إتمام تعليمه المهارات الحياتية والتفاعل مع المجتمع. لكن والدا علي استمرا في دعم مسيرته، حيث كانا ملتزمين بتطوير قدراته بشكل كامل.
القراءة دائماً كانت مقربة لعلي، حيث كان شغوفًا بالكتب وفهرسة وتصميم أنظمة المكتبات، بالإضافة إلى مهاراته في اللغة الإنجليزية التي مكنته من التواصل مع مختصين في علم المكتبات.
يوجه والداه رسالة للعائلات بأن يدعموا أطفالهم مهما كانت التحديات. كل طفل يمتلك قدرات بحاجة إلى بيئة داعمة لتحقيق النجاح. قصة علي تمثل إلهامًا لكل الأسر، موضحة أن العلم والإرادة يكسران جميع الحواجز.
بعد سنوات من الكفاح، لا تزال عائلة علي مؤمنة بطموحاته، لتذكير الجميع بأن التوحّد ليس حداً بل فرصة لفهم العالم بطريقة جديدة. تظل قصة نجاحه شهادة على تفوقه الشخصي والعلمي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم