تحليل شامل: التعليم العالي بالإمارات مقابل أرقى جامعات العالم

أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن بدء تنفيذ تحليل شامل لمنظومة التعليم العالي في الإمارات، بهدف تقييم أداء الجامعات وقياس مدى تنافسيتها مع الجامعات الدولية الراقية. يهدف التحليل إلى تحديد مجالات التطوير الحاسمة، وقد رحبت الجامعات الإماراتية بجهود التحسين المستمر وتطبيق المعايير العالمية، لتعزيز التميّز الأكاديمي والبحثي.

أوضحت الوزارة أن التقييمات توفر مقارنة واضحة بين الجامعات بناءً على معايير متعددة، منها التميز الأكاديمي ونتائج البحث ورضا الطلاب. يُسهم ذلك في تعزيز سمعة الجامعات واتخاذ قرارات مبنية على البيانات من قبل الطلاب. يرجى التنافس الصحي بين مؤسسات التعليم العالي لتحسين الأداء عبر مجالات مختلفة.

كشفت الوزارة أن مؤسسة "تايمز للتعليم العالي" هي الجهة المعتمدة لتنفيذ عملية التقييم، حيث تُركز على تخصصها في تقييم وتصنيف المؤسسات الجامعية عالمياً. أكد الدكتور محمد المعلا أن الإمارات تولي اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع التعليم العالي، وذلك لتحقيق التنمية والتقدم عبر بناء اقتصاد قائم على المعرفة.

قال المعلا إن التقييم الذي ستقدمه "تايمز" سيمنح إطاراً لتحليلات دقيقة تُظهر نقاط القوة وفرص التحسين للجامعات، لضمان تأهيل الكوادر والكفاءات وفق المعايير العالمية. أُشير إلى أن المشروع ينقسم إلى خمس مراحل، تبدأ بتدريب ممثلي الجامعات في الإمارات لتعزيز فهمهم لمنهجية "تايمز" وآليات تقديم البيانات.

سيشمل المشروع مراحل عدة بدءاً من تقديم البيانات وضمان جودتها، وجمع المعلومات وتحليلها، حتى الوصول إلى إنتاج التصنيفات الجامعية، بما يتيح تعزيز القدرة التنافسية. يشمل التحليل مراجعة الاستراتيجيات والسياسات على المستويين المحلي والاتحادي، لتنسجم مع معايير التصنيف الجامعي العالمي.

وتشمل المرحلة الأخيرة مقارنة دولية شاملة، تساعد في تحديد مكانة الجامعات الإماراتية وتعزيز تنافسيتها دولياً. أكد البروفيسور إبراهيم الحجري من جامعة خليفة استعداد الجامعة للمشاركة في تقييم أداء الجامعات، مشيراً إلى مواءمة العمليات الداخلية والمؤشرات الأدائية مع إطار التقييم.

قال الحجري إن مبادرة التقييم ستمكّن تطوير قطاع التعليم العالي، من خلال تحفيز المنافسة الشفافة والإيجابية بين المؤسسات، مما يُمكّنها من معرفة مواضع تميّزها ومجالات التحسين. نتائج التقييم ستعمل على رسم سياسات تطويرية مبنية على البيانات لإرتقاء بنظام التعليم العالي.

وأضاف أن جامعة خليفة ستتعامل مع نتائج التقييم بجدية كأداة استراتيجية للتطوير، حيث سيتم تشكيل لجان متخصصة لتحليل التقرير واستخلاص الدروس المستفادة. سيتم تحديد مكامن القوة وفرص التحسين بدقة لتحفيز التغيير والتطوير المستمر.

أكد الدكتور أحمد علي مراد أن جامعة الإمارات تلتزم بالتحسين المستمر لتحقيق التميز الأكاديمي والبحثي، حيث يوفر التقييم فرصة لتحسين البرامج الأكاديمية والسياسات المؤسسية. تركز الجامعة على مواءمة استراتيجياتها مع رؤية الإمارات 2031 ومئوية الإمارات 2071.

أكد الدكتور هشام وجيه جمعة من الجامعة الأميركية في الشارقة على أهمية المبادرة التي توفر فرصة لتسريع تطوير التعليم العالي. أشار إلى أن التحليل يوفر رؤى قيّمة تسهم في تحسين جودة التعليم العالي وتعزيز قدرته التنافسية من خلال تعزيز نجاح الطلاب وتوظيفهم ودعم البحث والابتكار.

بينما أكد البروفيسور غسان عواد من جامعة أبوظبي أن الجامعة أعدت خطة لتعزيز مكانتها الأكاديمية وتحسين تصنيفاتها. ترتكز الخطة على نجاح الطلاب وتجربتهم، والتدريس والتعلم، والبحث والابتكار، والاستدامة. يساهم التقييم في نمو التعليم العالي وتحسين جودته وزيادة تنافسيته عالمياً.

حددت وزارة التعليم العالي ست ركائز للتقييم تشمل مخرجات التوظيف والتعلم والتعاون مع الشركاء، ومخرجات البحث والسمعة والحضور العالمي، والمشاركة المجتمعية. تتيح المبادرة للجامعات المشاركة تقييم أدائها والحصول على توصيات تطويرية لتعزيز قدرتها التنافسية.