مونودراما الفجيرة: فن الممثل الواحد يُلهم العالم بلا حشود
السبت 12 أبريل 2025 - 09:17 ص

في كل دورة جديدة، يثبت مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما أن الفن لا يحتاج لحشود الممثلين لتحريك الوجدان. يكفي أن يظهر شخص واحد على المسرح ليحمل هموم الأمة، أو يروي قصة قرية نائية، أو يسلط الضوء على مأساة إنسانية غائبة عن العناوين.
تحول المهرجان في دورته الـ11 إلى جسر ثقافي عالمي. يعبر من خلاله الممثل الواحد عن حكايات وهموم الشعوب، ويعكس صورة الفجيرة كمنصة رائدة للفن المسرحي الإنساني على الساحة الدولية.
يعيد المهرجان الاعتبار لقوة الكلمة وأداء الممثل الفرد في زمن تهيمن فيه المؤثرات البصرية والمحتوى الرقمي السريع. يقف الفنان وحيدًا على الخشبة لينقل مشاعر أمة، ويروي مأساة فرد، أو يسرد حكاية قرية، مستخدماً صوته وجسده ونصاً إنسانياً.
لا يكتفي المهرجان بعرض الأعمال، بل يقدم منصة حوار، حيث تتحول خشبة المسرح إلى جسر ثقافي يمر به الفنانون من بلدانهم إلى وجدان جمهور متنوع، متجاوزين اللغة والجغرافيا.
يعتبر المهرجان الأول من نوعه عالمياً والمتخصص في فن المونودراما. هو فضاء لتلاقي الثقافات، من خلال استضافة عروض مسرحية من مختلف القارات، تتشارك في تقديم رؤى إنسانية متنوعة، وتطرح قضايا ثقافية واجتماعية.
تمنح طبيعة هذا الفن الممثل الواحد مسؤولية سرد القصة وتحريك المشهد ونقل التوتر الدرامي ضمن مساحة زمنية ومكانية محدودة، مما يُبرز براعة الأداء ويكشف عمق النص.
في مهرجان المونودراما، يصبح الممثل الرسول من بلاده، والسفير للوجدان الجمعي، يختصر تجارب الشعوب في نص مكثف، ويضرب على أوتار الشعور العالمي المشترك.
منذ انطلاقته، ساهم المهرجان في ترسيخ اسم الفجيرة على الخريطة المسرحية العالمية، عبر احتضانه لأبرز التجارب المسرحية وفتح أبوابه أمام الطاقات الشابة من مختلف الدول.
تحول مسرح المركز الإبداعي في الفجيرة خلال حفل الافتتاح إلى مساحة عرض حية. عبّر العرض الغنائي المسرحي عن تاريخ الإمارة الثقافي ودورها في دعم الفنون، في مشهد جسّد روح الانفتاح الفني والإنساني للمهرجان.
باتت الفجيرة من خلال هذا الحدث الثقافي لا تقدم منصة لعروض مسرحية فقط، بل تبني جسراً دائماً بين الشعوب، حيث تتحول الخشبة إلى طاولة حوار عالمي لا تحتاج إلى مترجم.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم