ترامب يفجر قضية تمويل أوكرانيا: أوروبا تتحمل العبء الأكبر
الأربعاء 02 يوليو 2025 - 06:55 م

شهدت الأسابيع الماضية تصاعداً في التوترات بالشرق الأوسط، الأمر الذي أدى إلى تحويل انتباه العالم عن الحرب في أوكرانيا. تراجعت أهمية الحرب الأوكرانية تدريجياً ضمن أولويات المجتمع الدولي، خاصة في السياسة الخارجية الأميركية.
هذا التحول بدا واضحاً في نتائج قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عقدت مؤخراً في لاهاي. الرئيس دونالد ترامب يرى أن تمويل الحرب الأوكرانية أصبح مسؤولية أوروبية بالدرجة الأولى، ومن غير المؤكد صبره لمواصلة العمل من أجل السلام.
رغم استمرار عمليات تبادل الأسرى وجثث قتلى الحرب بين أوكرانيا وروسيا، إلا أن مفاوضات السلام لم تشهد أي تقدم منذ آخر جولة في إسطنبول بداية يونيو الماضي.
ومع ذلك، تحدثت بعض المصادر عن إمكانية عقد جولة ثالثة قريباً، لكن قمة لاهاي لم تركز على هذا المسار. بالأحرى، وُجهت الدعوة للدول الأعضاء لتخصيص 5% من ناتجها المحلي للدفاع، وهو مطلب قديم لترامب.
باستثناء إسبانيا، التزمت دول الناتو بما طلبه ترامب. وفي خطاب أثار جدلاً واسعاً، أمَن الأمين العام للناتو، مارك روته، الرئيس ترامب، بوصفه منقذ العالم الغربي ووالده في القمة، مما أثار استياء المحافظين.
رغم ذلك، لم يوجد في الاجتماع شعور عام بأن أوكرانيا باتت تحتل موقعاً أقل أهمية في أجندة الناتو. في المقابل، اقتصر إعلان لاهاي لعام 2025 على بيان مقتضب، غالباً على قضايا الإنفاق الدفاعي، متجاهلاً انضمام أوكرانيا للناتو.
البيان العام لم يتضمن أي تأكيد على التزام محدد لأوكرانيا، مما أثار الرأي بأن ترامب يحمل العبء لأوروبا، معتبراً أن بلاده لا ينبغي أن تتحمل كلفة الحرب.
قال البيان ببساطة: لا تزال الدول الأعضاء ملتزمة بتقديم الدعم لأوكرانيا، مما يساعد في أمنهم. وترك الأمر للدول الأعضاء لاختيار المشاركة المالية.
يتضح مما تقدم أن بعض الحلفاء قد يختارون تقديم الدعم السيادي لأوكرانيا، بينما الآخرون ربما لن يختاروا ذلك، مما يشير لوضوح الفكرة بأن دفع الأموال لحرب أوكرانيا مشكلة تخص أوروبا فقط.
إذ يُعتبر تمويل حرب أوكرانيا مؤثراً في تحقيق هدف تخصيص النسبة المستهدفة للناتج المحلي للدفاع. طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نظيره الأميركي إمكانية شراء صواريخ باتريوت إضافية.
والأرجح أن شراء أوكرانيا للأسلحة الأميركية مستقبلاً سيتم بأموال أوروبية. أثار إعلان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن عدم دعم عقوبات إضافية على روسيا مخاوف الأوروبية.
بدا روته، وكأنه يسعى للحفاظ على استمرار تدفق المساعدات الأوروبية. أشار إلى تعهدات بقيمة 35 مليار دولار دعماً إضافياً لأوكرانيا حتى الآن هذا العام دون تفاصيل.
من المفترض أن يكون نصف هذه التعهدات من ألمانيا وستُدفع على مدى أربع سنوات. ورغم ذلك، جمع الناتو 22 مليار دولار منذ بداية عام 2025، مما يزيد من الضغوط للتمويل الحربي لأوكرانيا.
لا يوجد أي زخم في دفع الحرب الأوكرانية نحو نهايتها. إعلان لاهاي تراجع عن أي إدانة واضحة لروسيا.
واصل رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، التأكيد على الضغوط لإجبار بوتين على الجلوس لطاولة المفاوضات. ولكن ستارمر يعتقد بسذاجة أن روسيا ستقدم تنازلات بدون تقديم دعم مالي أميركي جديد.
من جانبه، لم يتخل زيلينسكي عن طموحه للانضمام للناتو، مما يعقد إمكانية اتفاق سلام أو وقف إطلاق نار مستمر مع روسيا.
قمة لاهاي أوضحت بأن الأولوية تكمن في زيادة الإنفاق الأوروبي على الدفاع، إذ أن ترامب يركز أيضاً على الصراع في الشرق الأوسط، مؤكدًا صعوبة إنهاء الحرب الأوكرانية.
صرح ترامب بأن الحرب الأوكرانية معقدة أكثر مما يعتقد الجميع، مشيراً إلى وجود بعض المشكلات مع زيلينسكي.
بالنسبة لشركات الدفاع الأمريكية، ستستفيد الكثير من قمة لاهاي. للحصول على 5% من الناتج المحلي الإجمالي، تحتاج بريطانيا لزيادة إنفاقها بدو 114 مليار دولار سنوياً حتى عام 2035.
ألمانيا تعهدت بالفعل بالوصول إلى هدف الـ5% بحلول عام 2029، بزيادة إنفاق قاربت على 128 مليار دولار سنوياً.
اتفقت المملكة المتحدة على شراء 12 طائرة إف-35 بمبلغ 700 مليون دولار للقضاء على أي تهديد نووي بوضوح وفعالية.
آخر التحديثات للطائرة تمت في عام 1963، ومهمتها واضحة للحفاظ على استقرارنا من خلال قدرتها على عبور الدفاعات الجوية للوصول إلى الهدف المحدد.
عبر ترامب في ختام قمة الناتو الأخيرة عن قناعة بأن الحرب الأوكرانية معقدة. بعدما تكثف الحلفاء الأوروبيون إنفاقهم، يبقى السؤال: هل سيصبر ترامب لدفع أجندة السلام؟
الولايات المتحدة تؤكد عدم دعمها المزيد من العقوبات على روسيا حالياً. ترامب أقر بأن حرب أوكرانيا معقدة ويوجد مشكلات مع زيلينسكي.
مواد متعلقة
المضافة حديثا