قمة دبي لأسواق رأس المال تسلط الضوء على ريادة الإمارات الاستثمارية

اليوم في دبي، بدأت النسخة الثالثة من قمة أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وستستمر حتى الغد. ينظم سوق دبي المالي هذه النسخة بمشاركة 1500 شركة وصناع قرار وقيادات مالية عالمية.

تفتتح القمة بكلمة للدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، الذي أعلن أن الإمارات أصبحت واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية جذبًا عالميًا. استعرض الزيودي إنجازات الإمارات في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي بلغت حوالي 30.7 مليار دولار في عام 2023، مؤكدًا ريادة الإمارات كأكبر وجهة لمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة على مستوى العالم، وهو موقع حافظت عليه لثلاث سنوات متتالية.

وفيما يخص الأسواق المالية، أشار إلى جذب سوق دبي المالي لأكثر من 138 ألف مستثمر جديد في 2024، حيث أن 85% منهم هم من الأجانب، مما يعكس الجاذبية العالمية للسوق الإماراتي. ولفت إلى نمو سوق الدين بنسبة 8.3% في الربع الأول من 2025، ليصل إلى ما يزيد عن 309 مليارات دولار.

وقال: "هذه الأرقام لا تعكس تحولات مؤقتة، بل نتيجة رؤية واضحة من قيادتنا لفتح اقتصادنا للعالم". وأوضح أن الإصلاحات الاقتصادية التي تعتمدها الإمارات جعلتها خيارًا مفضلاً للمستثمرين بمختلف أنواعهم، مدعومة بإطار تنظيمي متين يحمي الأسواق والملكية الفكرية.

وأضاف أن الدولة توفر التملك الكامل للأعمال وإجراءات تأسيس وترخيص سريعة وفعالة، بجانب سياسات ضريبية محفزة للنمو. وذكر أن اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعّتها الدولة تسهم في تسهيل الإتاحة العالمية وتساعد في تجاوز العقبات أمام التجارة العالمية، لتعزيز التجارة العابر للحدود بوتيرة أسرع وعلى نطاق أوسع.

كشف أنه خلال السنوات الثلاث الماضية أبرمت الإمارات 27 اتفاقية تجارة حرة، منها 6 دخلت حيز التنفيذ، أسهمت في تحقيق مستويات قياسية في التجارة غير النفطية وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي.

وأوضح أن رسالة الإمارات هي الانفتاح على جميع الشراكات الداعمة للنمو، والترحيب بكل الأفكار التي تمكننا من مواصلة رحلتنا نحو التحول.

في القمة جرى حوار عنوانه "قصة دبي"، بمشاركة هلال سعيد المري، رئيس مجلس إدارة سوق دبي المالي، والدكتورة سعيدة جعفر، تم مناقشة دور أسواق دبي المالية حيال دفع النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات.

أوضح المري مرونة الحكومة ونهجها المفتوح الذي يدعم سرعة اتخاذ القرارات. وأكد على دور سوق دبي المالي في تعزيز المكانة المالية العالمية لدبي عبر الابتكار والتنظيم الديناميكي والمشاركة الاستراتيجية للمستثمرين.

وقال هلال سعيد المري: "إن إنجازات دبي واضحة، فالإمارة تحافظ على جاذبيتها رغم التحديات العالمية مثل كوفيد، بفضل بنيتها التحتية القوية وثقة مجتمعها الاقتصادي." وأكد أن التزام الإمارات بخطط اقتصادية واضحة يعزز من التخطيط والاستقرار واستقطاب المواهب وتنمية الأسواق العالمية.

وتحدث عن السياحة، مشددًا على أنها ليست هدفًا نهائيًا بل مصدرًا للطاقة الإيجابية، مشيرًا إلى مكانة دبي الرائدة بين الوجهات السياحية العالمية.

وأشاد بالمسار المتكامل في دعم القطاعات الاقتصادية المختلفة، لا سيما في تنفيذ خطة دبي الاقتصادية D33.

ناقش المري التشريعات التي تُبنى على الحوار مع المستثمرين وإشراكهم في تحسين بيئة العمل، وأكد على مرونة دبي في تطبيق السياسات العالمية.

وأشار إلى ريادة دبي في الربط اللوجستي بفضل البنية التحتية المتكاملة، مسلطًا الضوء على تفوق دبي في اتخاذ القرارات المثالية بوقت مثالي، واستشهد بتحسينات في مطار دبي الدولي.

وأوضح أن الاهتمام بالتفاصيل يميز نجاح دبي، مستشهدًا بتجربته بالمطار وكيفية تسريع العمليات من خلال التحول الإلكتروني.

أكد أن دبي تعتمد على الجاهزية والشراكات القوية للتكيف مع المستقبل. مشددًا على أهمية جذب الكفاءات العالمية حيث أصبحت دبي وجهة مفضلة للمواهب.

مشيرًا إلى أهمية الموهبة كموارد بحث عنها الشركات العالمية الكبرى، مؤكدًا أن دبي تقدمت في كونها الوجهة المفضلة للمواهب من جميع أنحاء العالم.