طفل خديج ينتصر على الصعاب ويغادر العناية بعد 120 يوماً

الأحد 13 أبريل 2025 - 03:31 ص

طفل خديج ينتصر على الصعاب ويغادر العناية بعد 120 يوماً

عادل جمال

بعد مضي 120 يوماً من الرعاية الصحية المتخصصة، غادر الطفل محمد وحدة العناية المركزة في مستشفى برجيل التخصصي الواقع في الشارقة. كانت ولادته في الأسبوع الـ23 من الحمل بوزن لم يتجاوز 500 غرام، مما شكل تحديًا طبيًا هائلًا للأطباء والفرق الطبية.

تُعتبر ولادة محمد تحديًا طبيًا معقدًا، نظرًا لأن الأطفال الذين يولدون في هذه المرحلة المبكرة من الحمل يواجهون مخاطر صحية جسيمة، مما يتطلب تدخلاً دقيقاً ورعاية فائقة.

أكد الدكتور يامن فايز المغني، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن نسبة بقاء الأطفال المولودين في الأسبوع الـ23 تتراوح بين 15% و30%. وتعتبر جودة الرعاية التي يتلقاها الطفل وظروف الحمل عوامل شديدة الأهمية لبقاء الطفل على قيد الحياة.

ذكر الدكتور المغني في حديثه أن الولادة المبكرة قد تنتج عن عدة أسباب، منها الالتهابات، وتمزق الأغشية المبكر، والحمل المتعدد، بالإضافة إلى مشكلات صحية لدى الأم مثل قصور عنق الرحم.

منذ اللحظة الأولى لولادته، واجه الطفل محمد تحديات صحية معقدة، بدءاً من صعوبة التنفس إلى تنظيم حرارة الجسم، ومشكلات في التغذية، والنجاة من عدوى بكتيرية خطيرة.

قام الفريق الطبي بتقديم رعاية شاملة لمحمد، تضمنت دعم التنفس وتنظيم الحرارة، بالإضافة إلى التغذية المتخصصة والمراقبة المستمرة للدماغ والجهاز الهضمي والتنفسي.

أشار الدكتور المغني إلى أن الحالة الصحية للطفل كانت تخضع للمراقبة الدقيقة، ولم تظهر عليه أي علامات تدعو للقلق، مما يعزز الأمل في تطوره الصحي السليم.

روت مرح، والدة الطفل محمد، تفاصيل ولادته المؤلمة. أوضحت أن العدوى الداخلية التي أدت إلى الولادة المبكرة تم اكتشافها فقط من خلال فحوصات الدم، وأعربت عن مشاعر الخوف والقلق التي عاشتها.

توفي ابنها الآخر، علي، توأم محمد، بعد مرور عشرة أيام من الولادة، مما زاد من وطأة التجربة على العائلة.

تمسكت مرح بالأمل وأدركت أهمية دعم محمد في مواجهة تحدياته الصحية. لم تبتعد عن ابنها يوماً خلال فترة العناية المركزة، وتذكر بفخر كيف أطلق عليه الطاقم الطبي لقب الطفل المقاتل.

تقول مرح: "كل يوم كان يمر كان يزيد تعلقي به، وكان الجميع في العائلة ينتظر خروجه بشغف ولهفة". الآن، يزن محمد أكثر من كيلوغرامين ويتنفس بشكل طبيعي دون مساعدة، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من المتابعة لضمان نموه السليم.

اختتمت مرح رسالتها بدعوة صادقة للأهالي: "تعاونوا مع الأطباء وأحبوا أطفالكم مهما كانت حالتهم. امنحوهم الحب بلا شروط أو حدود".


مواد متعلقة