الصين تحقق الصدارة عالميًا في صناعة السيارات الكهربائية

الإثنين 05 مايو 2025 - 06:47 ص

الصين تحقق الصدارة عالميًا في صناعة السيارات الكهربائية

ناصر البادى

كانت الصين في السابق تُعرف بصناعة سيارات مقلدة، لكنها الآن تحتل مكانة رائدة في عالمي المركبات الكهربائية، وهي جزء من مساعيها لتصبح قوة تكنولوجية متكاملة.

في العام الماضي، تفوقت «بي واي دي» الصينية الخاصة على «تسلا» الأميركية بمجموعتها من السيارات الهجينة والكهربائية، كما تفوقت على مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية في السوق الصينية، لتصبح الأكبر في صناعة سيارات الركاب محلياً.

المستهلكون الصينيون لم يعودوا يعتبرون العلامات التجارية المحلية من الدرجة الثانية، وهم يتجهون نحو شراء سيارات من شركات صينية أكثر من تلك المدعومة من الخارج في العام 2023.

الآن تسيطر الصين على أكثر من 60% من سوق السيارات الكهربائية العالمية المتنامية، وفقاً لتحليلات الطاقة من شركة «رهو موشن».

في الوقت الذي تلقي حرب ترامب التجارية ظلالها على استراتيجيات التصدير لشركات السيارات العالمية، فإن منتجي السيارات الكهربائية في الصين يستفيدون نسبياً من الحماية ويبحثون عن أسواق أخرى للنمو.

في محاولة لإعادة إحياء الصناعة الأميركية، تتمتع الصين بميزة السيارات الكهربائية كمصدر للقوة الناعمة، وهي فرصة لتشكيل مكانتها في التجارة والتكنولوجيا العالمية.

تواصل الصين على الأرض منافسة قوية بين شركات صناعة السيارات المحلية، التي تسعى للتفوق ببراعة التكنولوجيا والتنافس على الحصة السوقية العالمية.

أطلقت «بي واي دي» بطارية تستغرق خمس دقائق فقط لإعادة شحنها، مما يمنح أحدث طرزها مدى يصل إلى 250 ميلاً، متفوقة بذلك على إعادة شحن بطاريات «تسلا».

لكن شركة «سي إيه تي إل» العملاقة للبطاريات قالت إنها قادرة على توفير بطارية يصل مداها إلى نحو 320 ميلاً، لتتفوق بذلك على الجميع في وقت قصيرة.

تعمل شركات التكنولوجيا مثل «هواوي» و«مومنتا» على تطوير تقنيات القيادة الذكية، بعد أن رفعت «بي واي دي» سقف التوقعات بتعهدها تقديم نظام مساعدة السائق بأسعار معقولة.

قال احد الخريجين الجامعيين في شنغهاي إن التكنولوجيا في الصين قوية جداً، لكن الأسعار ليست باهظة، وهي متاحة للجميع.

التقنيات المحلية للقيادة الذكية كانت ستحظى باهتمام أكبر لو لم تشدد الحكومة القواعد بعد حادث مميت شمل سيارة «شاومي».

المستهلكون الصينيون يستمتعون ليس فقط بالقيادة بل أيضاً بالمزايا التكنولوجية المتقدمة والأنظمة الترفيهية المجهزة بشاشات متعددة ومقاعد تدليك ومزايا أخرى جذابة.

الالتزام الكبير للسيارات الكهربائية في الصين إلى جانب الدعم الحكومي الكبير ساعد على تعزيز الصناعة وخلق تحفيزات ضريبية وخصومات للمشترين.

تقديرات الإعانات كبيرة، وتقدر وسائل الإعلام الرسمية أن قيمتها تصل إلى 20 مليار دولار على مدى 10 سنوات، بينما تشير التقديرات إلى دعم حكومي يتراوح بين 50 إلى 200 مليار دولار.

بكين سعت للحصول على المواد الخام لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وحققت السيطرة على سلاسل التوريد اللازمة لهذه الصناعة.

رواد أعمال مثل وانغ تشوانفو ساهموا في هذه الصناعة بإبداع، حيث أطلق شركته للبطاريات في 1995، وتحولت إلى صناعة السيارات في 2003.

عام 2008، جذبت شركة «بي واي دي» انتباه العالم عندما قدمت شركة «بيركشاير هاثاواي» استثماراً كبيراً فيها.

بعد 15 عاماً، اعتبرت شركة «بي واي دي» أن نجاح السيارات الصينية أصبح محورياً للصناعة العالمية، بفضل الحركة المعاكسة للشركات الأمريكية.

أستاذ من جامعة جورج واشنطن ذكر أن شركات الصناعة الغربية اعتبرت السيارات الكهربائية غير واقعية بسبب تكلفتها المرتفعة.

الانخفاض الهائل في الكلفة في الصين كان نتيجة للبيئة الصناعية وزيادة الإنتاج في سلسلة التوريد.

الآن، نصف السيارات الجديدة المباعة في الصين تقريبًا هي سيارات كهربائية أو هجينة.

في الولايات المتحدة، شكلت هذه المركبات أكثر من 20% من إجمالي المبيعات في الربع الثالث من العام الماضي.

الإعلام الصيني يعزز نجاح هذه الصناعة كإسهام في التحول العالمي للطاقة وبرغم التكنولوجيا.

أحد «يوتيوبرز» الأميركيين عرض سيارة «بي واي دي» الفاخرة وكانت مشاهداته مثيرة للإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي.

شراكات جديدة مع الصين تسعى إلى تعزيز الابتكارات المحلية واستعادة العملاء لشركات السيارات الأجنبية التي فقدت إيراداتها.

تعزز «فولكس فاغن» نهجها «في الصين، من أجل الصين» من خلال تطوير محلي وتعزيز شراكات تقنية.


مواد متعلقة