الجيش الأمريكي يتبنى مستقبل الطاقة الحرارية الأرضية المتطورة

الإثنين 05 مايو 2025 - 03:19 ص

الجيش الأمريكي يتبنى مستقبل الطاقة الحرارية الأرضية المتطورة

ناصر البادى

عندما يضع الجيش الأميركي سياسته المتعلقة بالطاقة، فإنه يؤكد على أهمية الأمن القومي، مع النظر في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كاعتبار ثانوي. تعهدت وزارة الدفاع بأنها لن تخطو خطوات متهورة بشأن تغير المناخ.

ولهذا السبب، من المهم أن يستمر الرئيس دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث في السعي نحو الطاقة الحرارية الأرضية المتجددة الخالية من الانبعاثات. لذا، أعلن سلاح الجو الأميركي في مارس الماضي عن اختيار 11 شركة أميركية كمورد رئيس للطاقة الحرارية الأرضية للعمليات العسكرية العالمية.

الجيش يبحث استخراج الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل قاعدته في “فورت واينرايت” بولاية ألاسكا، والبحرية تستكشف إمكانات الطاقة في منشأتها الجوية بقاعدة “إل سنترو” بكاليفورنيا. في غضون ذلك، طلبت القوات الجوية من شركات بناء نماذج للطاقة الحرارية الأرضية بولايات أيداهو وتكساس.

من المهم أن تعرف أن مبادرة “الجيل القادم” لاستخراج الطاقة الحرارية الأرضية تلعب دوراً أساسياً، حيث أن استخلاص الكهرباء من هذه المصادر كان على نطاق تجاري منذ عقود. حالياً، توفر الطاقة الحرارية الأرضية نصف في المائة من كهرباء الولايات المتحدة.

الطاقة الحرارية تلعب دوراً محورياً في اقتصادات دول صغيرة ككينيا وآيسلندا حيث توفر نحو 40% و30% من الكهرباء بالترتيب. لتحرير التكنولوجيا من القيود الجغرافية، يعمل الجيش على تقنيات جديدة لاستخراج الحرارة من أي مكان تقريباً.

جيولوجياً، تتضمن بعض هذه المشاريع تقنيات تتطلب من الحفارين حقن الماء في الصخور الصلبة. ومن ثم، يُجمع الماء الساخن لإنتاج الطاقة. أحد المشاريع البارزة في يوتا، حيث تخطط شركة “شل” لشراء الطاقة بدءا من 2026.

على صعيد آخر، توجد مشاريع “الصخور فائقة السخونة” التي تهدف إلى الوصول إلى درجات حرارة عالية جداً. هدف هذه المشاريع هو توليد الطاقة المستدامة دون الحاجة لوقود توصيل، مما يزيد من مرونة الإنتاج.

الطاقة الحرارية تقدم الكثير للوكالات والصناعات الأميركية، وهي ليست تحت سيطرة الصين كما هو الحال مع الطاقة الشمسية أو البطاريات. تملك أميركا شركات حفر عالمية مثل “بيكر هيوز” التي يمكن أن تساهم في خلق 120 ألف وظيفة من خلال هذه التكنولوجيا، وفقاً لتقرير وزارة الطاقة لعام 2024.

هذه التقنية تدعم أيضاً هدف ترامب المعلن لتنمية الذكاء الاصطناعي من خلال توفير طاقة لمراكز البيانات لشركات التكنولوجيا مثل “ميتا”، مع أمل في أن المشاريع الحالية تسفر عن تطورات تجارية حتى عام 2030.

الأهم من ذلك، محطات الطاقة الحرارية الأرضية لا تنتج أي انبعاثات تساهم في احترار الكوكب خلال تشغيلها. حاجة تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ليست شيئاً يتحدث عنه الجمهوريون كثيراً، لكن مشاريع القوانين المتعلقة بهذا الموضوع تُحظى بدعم الحزبين، مثل قانون “ستيم” و”جيو”.

الجيش الأميركي ليس الوحيد الذي ينشغل باستخراج الطاقة الحرارية الأرضية، حيث أن محطات توليد الطاقة هذه لا تسبب أي انبعاثات قد تؤدي إلى زيادة درجة حرارة كوكب الأرض أثناء تشغيلها.


مواد متعلقة