المرأة وحكايات لا تنتهي على مسرح مونودراما الفجيرة
الأحد 13 أبريل 2025 - 03:15 ص

بدأت عروض المسابقة الرسمية في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بمشاركة وحضور كبير من المسرحيين ونجوم الدراما العربية. انطلقت هذه الفعاليات برحلة من البوح الأنثوي من القاهرة، حيث تروي امرأة قصتها المتداخلة بين الشخصي والمجتمعي. تأتيها استجابة من المنامة بتجربة مؤلمة مماثلة متمثلة في الفقد والوحدة، متأثرة بتبعية لقيم تحد من قيمة الإنسان.
في كلا العرضين، لم يخرج الإحساس العام عن نطاق الفضاء التقليدي وربما النمطي في الحكاية، التي تمحت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية. لكن هموم المرأة العربية لا تزال تتجدد في واقع اجتماعي عربي عالق في دوامة أزمات لا تتغير. التميز ومحاولات التجديد ظهرت في طريقة تقديم الحكاية لجمهور المهرجان.
تبدأ مسرحية "ودارت الأيام" بلحظة فريدة وصعبة، تمثلت في لحظة وفاة زوج امرأة بعد عشرة عمر طويلة. تُصدم المرأة بزواجه عليها منذ وقت طويل، لتصبح هذه اللحظة بداية لهدم وبناء جديدين وتدفعها إلى صراع نفسي وأسئلة وجودية ورحلة من المكاشفات.
في سرد تفاصيل حياتها القاسية مع زوجها، تبدو خيانة الذات أقسى وأعقد من خيانة الآخرين. رغم تقليدية الحكاية، تتشابك مع الذات في محاولة لتقديم رؤية تحليلية حول واقع المرأة العربية وقبولها لكثير من القيم التقليدية التي تنظم حياتها، مما يجعل الخسارات أكثر وضوحاً.
اعتمد العرض على الموسيقى والتعبير الحسي كتقدم جديد في سرد القصة، حيث كانت أغنيات أم كلثوم بمثابة راو آخر يشارك في مهمة إيصال المشاعر العميقة لشخصية المرأة المحتارة. استخدمت السينوغرافيا لخلق بيئة تدعم العرض وتعمل كحامل بصري لمساحة السرد.
عرض "شرخ في جدار الزمن" القادم من البحرين، قدم تجربة مختلفة عن قصة وجذب الجمهور من خلال ألم نسوي آخر يعبر عن الفقد والحنين. تتذكر زينب، بطلة العرض، ذكريات حبها في عالمها البارد والوحيد، محاولة التعايش مع قيود قلقها وحنينها لأحلامها الضائعة.
تميز العرض في استخدام الذاكرة والأحلام المتشظية كوسيلة لسرد قصة زينب، حيث استطاعت الممثلة إلهام علوي تمثيل كل تفاصيل الحكاية بنجاح، وقد ساعدتها السينوغرافيا في تعزيز الأداء بشكل منطقي وسهل للفهم. رغم التحديات التي فرضها المخرج محمد الحجيري باستخدام أدوات بسيطة، تمكنت إلهام من تمرير العديد من الشخصيات بكفاءة.
نجاح المسرحية في مهرجان قرطاج للمونودراما أكد تجديد العرض بعنصر الفرجة المتميز، وابتعاده عن الخيارات السهلة. ذهب العرض إلى حكاية تعكس تعقيدات تحاول العديد من الأعمال الإبداعية تجنبها، مما أضاف تحديات مصيرية للمجتمع العربي الراهن.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم