اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا: تعزيز الاستراتيجية بـ57 معدناً حيوياً

قال الباحث في مجال المعادن الاستراتيجية بمركز برمنغهام البريطاني، الدكتور غيفين هاربر، إن الاتفاقية التي أبرمت بين أوكرانيا والولايات المتحدة تمثل خطوة حيوية لهذين البلدين. هذه الاتفاقية تفتح المجال أمام استثمار ثروات أوكرانيا المعدنية الهائلة، حيث توفر 57 مورداً معدنيًا استراتيجيًا.

وأكد هاربر في حديثه إلى موقع ذا كونفرزيشن أن هذه الاتفاقية تمثل فرصة ذهبية لكييف وواشنطن، بالأخص فيما يخص الوصول إلى البنية التحتية للتعدين. قد تكون هذه البنية التحتية العنصر الأكثر جاذبية على المدى القصير، رغم التحديات الكثيرة التي تواجه تنفيذ هذه الاتفاقية.

تضم أوكرانيا تحت مظلة هذه الاتفاقية 57 مورداً معدنيًا استراتيجيًا، منها كميات ضخمة من الليثيوم والمعادن الأرضية النادرة، التي تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات. تضم هذه المعادن 17 عنصراً منها سكانديوم وييتيريوم، المستخدمة في صناعات التكنولوجيا والعمليات الصناعية الدقيقة.

وتعتبر أوكرانيا أيضًا منتجًا للمنغنيز، وهو عنصر رئيسي في صناعات الصلب والبطاريات. تحتفظ أوكرانيا برواسب من الليثيوم والغرافيت المستخدمين في بطاريات أيونات الليثيوم، إلى جانب فلزات زركونيوم السليكات المهمة لصناعة السيراميك، لكن الحرب أعاقت استخراج الكثير من هذه الموارد.

يرى بعض خبراء الجيولوجيا أن العديد من أهم المعادن الموجودة في أوكرانيا قد لا تكون اقتصادية لاستخراجها. بعض العاملين في قطاع التعدين يرون أن جوانب أخرى، مثل النفط والغاز والوصول إلى البنية التحتية، قد تكون الأكثر جاذبية في المدى القصير.

الولايات المتحدة تتمتع باهتمام بالغ بهذه الموارد النادرة والمعروفة بالمعادن الحرجة. هذه العناصر ضرورية للتقنيات الحديثة، ولكن الحصول عليها صعب لندرة الدول المنتجة لها. تسيطر الصين على نحو 60% من سلاسل توريد هذه المعادن و85% من قدرات معالجتها.

واشنطن تسعى لتنويع مصادرها، من خلال التعاون مع دول مثل أوكرانيا، لتقليل اعتمادها على الصين وضمان أمنها الاقتصادي والتقني المستقبلي، وخاصة في مجالات الطاقة النظيفة.

تلعب هذه المعادن دوراً رئيسياً في الصناعات التكنولوجية الحديثة؛ الليثيوم والغرافيت لا غنى عنهما في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الذكية. البيريليوم يُستخدم في الطيران والدفاع بسبب خفة وزنه وقوته.

المنغنيز ضروري في صناعة الفولاذ وبعض أنواع البطاريات. اليورانيوم يحتفظ بأهميته الكبيرة كوقود للمفاعلات النووية وله استخدامات طبية مهمة.

تنفيذ اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأمريكا يتضمن الكثير من التحديات، بسبب الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا. تدمير كبير للبنية التحتية يعيق تطوير الصناعات الجديدة وحركة السلع المستخرجة إلى الأسواق الخارجية.

تقنيات استخراج بعض أنواع الفلزات المعدنية في أوكرانيا لم تصبح بعد رائجة تجاريًا، كما أن تطوير مناجم جديدة والصناعات المرتبطة بها يحتاج الكثير من الوقت. عن ذا كونفرزيشن.

غيفين هاربر: الاتفاقية فرصة كبيرة لكييف وواشنطن، خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية للتعدين. أمريكا تهتم بالمعادن الحرجة التي تعتبر عناصر ضرورية للتقنيات الحديثة.