الإمارات وحكايات البحر: ذكريات حية في ذاكرة الأجيال

الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أكد أن التراث البحري يشكل جزءًا من الهوية الوطنية للإمارات، وهو جزء من الذاكرة الجماعية للشعب الإماراتي. الوزارة تسعى لتحويل هذا التراث إلى جسر يربط الثقافات ويعزز الحوار الثقافي العالمي، مبنية على قيم الشجاعة والتعاون والانتماء التي ورثها الأجداد.

تم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الإمارات للرياضات البحرية، تهدف إلى الحفاظ على التراث البحري وتعزيزه على الصعيد العالمي. تشمل الاتفاقية مشاريع بحثية وثقافية وبرامج تدريبية تعزز استدامة هذا التراث، وتنسجم مع جهود الدولة لحماية التراث الثقافي غير المادي وجعل الإمارات منارة للثقافة والتراث الإنساني.

تزامن توقيع الاتفاقية مع مهرجان صير بونعير وسباق الشواحيف التراثية في جولته الثالثة، الذي يحتفي بالتراث الإماراتي الأصيل ويستقطب المهتمين بالتراث والرياضات التقليدية. حضر حفل التوقيع الشيخ سالم بن خالد القاسمي، والشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، وعدد من المسؤولين والخبراء.

الاتفاقية تأتي في إطار جهود وزارة الثقافة لإطلاق نظام متكامل لحفظ وصون الرياضات التراثية، متضمنة التأريخ الرقمي للرياضات البحرية التراثية وإطلاق مبادرات تعليمية وتوعوية للأجيال الناشئة. كما تهدف لتنظيم مهرجان دولي يبرز الدور التاريخي للبحر ويعزز الشراكات مع المؤسسات الدولية مثل اليونسكو ومراكز التراث البحري في آسيا وأوروبا.

الشيخ سالم بن خالد القاسمي صرح بأن الوزارة تسعى لبناء شراكات تعزز استدامة التراث الإنساني وتفتح أفاقًا جديدة للبحوث والتعليم، متماشية مع رؤية الدولة في بناء اقتصاد ثقافي مستدام. الشيخ محمد بن سلطان آل نهيان أكد أن الاتفاقية تمثل تعاونًا متقدمًا بين القطاعين الثقافي والرياضي، مما يفتح الأبواب للرياضات التراثية لتكون سفيرًا لقيم الإمارات وتراثها الأصيل عالميًا.

وأضاف الشيخ محمد بن سلطان أن توقيع الاتفاقية في مهرجان صير بونعير يرمز لتلاحم الماضي مع الحاضر، ويجسد روح الأصالة الإماراتية التي نفخر بها عالميًا، انطلاقًا من رؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على التراث وتعزيز حضوره لدى الأجيال القادمة.

الاتفاقية تعكس جهود الإمارات في حماية التراث الإنساني المشترك وتعزيز موقعها دولة رائدة في هذا المجال، حيث يُعتبر التراث داعمًا للهوية الوطنية ومرآة لعُمق الحضارة والثقافة الإماراتية. مع هذه المبادرات، تسعى الإمارات لتحويل التراث إلى قوة ناعمة تُعزز من مكانتها الدولية.