الصين تحد من قدرة أوروبا على المنافسة الاقتصادية العالمية
الأربعاء 19 نوفمبر 2025 - 06:01 ص
في الوقت الذي يظهر فيه القادة الأوروبيون صراحة ملحوظة في تشخيص مشاكلهم السياسية والاقتصادية، إلا أنهم لا يظهرون نفس المهارة في حل هذه المشكلات. في حال سافروا إلى الصين، سيواجهون وجهة نظر مشابهة لانتقاداتهم ولكن بصوت أعلى ونبرة أقسى.
يناقش الأوروبيون بشكل مستمر كيفية تجنب الوقوع في الفخ بين أميركا والصين. بالنسبة للكثيرين في الصين، هذا يبدو بلا طائل، إذ تُعتبر أوروبا بمثابة "بيدق" أمريكي.
صرح باحث من جامعة فودان في مقالة نُشرت مؤخراً بأن "أوروبا غير قادرة على التحرر من أمريكا لتصبح مستقلة".
الأوروبيون مهووسون بقدرتهم التنافسية، ويرى الكثيرون في الصين أن هذا أمر مثير للسخرية، حيث تفتقر أوروبا ببساطة إلى القوة اللازمة لمواجهة التحديات في عدة مجالات تكنولوجية.
تتماشى هذه الآراء مع انتقادات للنقّاد في الصين الذين يشككون في بقاء الاتحاد الأوروبي حتى عام 2035.
الأوساط الخاصة بين العلماء الصينيين تتحدث بحدة أكبر عن أوروبا، حيث يُشبهها أحد المستشارين بشخصية "مسنة محظية" تركها "إمبراطورها" الأمريكي.
"أوروبا تكره الابتكار"، وهو رأي يعكسه أحياناً في تعبيرات رسمية، كما حدث عندما شعر ممثل تجاري أوروبي بتوبيخ شديد اللهجة خلال زياراته لوزارة الخارجية الصينية.
النظرة العامة في الصين عن ضعف وانقسام أوروبا ليست خاطئة تماماً. ومع ذلك، هذه النظرة تُصور التحديات الأوروبية بشكل كاريكاتوري، مما يؤدي إلى أخطاء في تعامل الصين مع أوروبا.
الأول هو افتراض أن أوروبا تتبع قيادة أمريكا بشكل كبير. هذا ينطبق على الأزمة في أوكرانيا حيث يُعتقد أن الصراع في جوهره بين أمريكا وروسيا فقط.
المثال الآخر هو قرار الحكومة الهولندية بالسيطرة على شركة "نكسبيريا"، حيث يرى الصينيون أن هذا التحرك ينبع من أوامر أمريكية وليس من إرادة هولندية حرة.
الخطأ الثاني يتعلق بالاعتقاد بأن الصين يمكنها تقديم مخرج لأوروبا من مشاكلها، مع الجهود الأوروبية لتحقيق "الاستقلالية الاستراتيجية".
الصينيون لا يُخططون للتخلي عن اتفاقية الاستثمار، رغماً عن الخلافات التي حدثت حول إجراءات الصين في شينجيانغ.
الرغبة في صفقات تحمل تلميحاً بإمكانية التعاون "المربح للجانبين"، وتُظهر عدم الفهم العميق لأهمية النموذج الاقتصادي الصيني بالنسبة لأوروبا.
في السنوات الأخيرة، تحول التجارة بين ألمانيا والصين من توازن إلى عجز يُتوقع أن يتجاوز 100 مليار دولار هذا العام، مما يُعتبر تهديداً للاقتصاد الأوروبي.
ومع ذلك، تأثرت الشركات الأوروبية سلباً من نظام الصين لمراقبة صادرات المعادن النادرة، مما زاد من الوعي بمخاطر الاعتماد على الصين.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، ألغى الاتحاد الأوروبي حواراً اقتصادياً مع بكين بسبب الخلافات في النزاعات التجارية.
وفي الجانب الآخر، تأجلت زيارة وزير الخارجية الألماني للصين بسبب الخلافات المُتصاعدة.
من وجهة النظر الصينية، لا يرون حاجة للقلق من تدهور العلاقة مع أوروبا، إذ يشعرون بأنهم فاقوا بالفعل ترامب في الحرب التجارية.
تتمتع الصين بخبرة في تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية منفردة لزعزعة تماسكها ككتلة.
الصين تعتبر المجر وإسبانيا كدولتين مُستهدفتين للاستثمار الصيني.
الاحتمالات لتحسن العلاقات الأوروبية الصينية تبدو محدودة طالما استمرت الحرب في أوكرانيا، واستمرت الصين في دعم روسيا.
قد تُعزز الإجراءات الأوروبية، كالتعريفات على السيارات الكهربائية الصينية، المواقف ضد الصين في حال استمرت الصادرات الصينية في الارتفاع.
بكين مقتنعة بأن أمريكا تتخذ القرارات نيابةً عن أوروبا، ولكنهم قد يغفلون عن غصب أوروبا الذي سيكون هذه المرة نابعا من داخلها.
باحثون يرون أن توازن القوى بين الصين وأميركا هو الهدف بالنسبة لأوروبا كقوة متوسطة عقلانية.
بكين تشعر بأنها تغلبت على ترامب في الحرب التجارية، مما يجعلهم يعتقدون أن الأوروبيين سيكونون أسهل.
مواد متعلقة
المضافة حديثا