الوالد سعيد الكتبي: 144 ولداً وحفيداً يجسدون حكاية الوحدة والترابط

الجمعه 17 أكتوبر 2025 - 11:49 م

الوالد سعيد الكتبي: 144 ولداً وحفيداً يجسدون حكاية الوحدة والترابط

راشد مطر

في منطقة أم فنين بالشارقة، يجلس سعيد مصبح بن حليط الكتبي، الراوي والباحث في التراث الإماراتي، في مجلسه الذي لا تُغلَق أبوابه، محاطاً بأبنائه وأحفاده الذين بلغ عددهم 144 حتى اليوم. ترافق الحكايا رائحة القهوة العربية، ويختصر كل ركن من بيته الكبير سيرة عمر قضاها في حفظ التراث الإماراتي ونقله للأجيال الجديدة بكامل الأمانة.

بتعبير الكتبي "علمت أبنائي مبادئ مجتمعنا الإماراتي، والآن هم يعلّمون عيالهم"، مؤكداً أن "هذا هو دستورنا، وهذا هو السنع الإماراتي الأصيل الذي يجب أن ننشئ عليه الأجيال القادمة".

تحدث الوالد سعيد عن تجربته الفريدة قائلاً: "في ذمّتي اليوم أربع زوجات، جميعهن يعشن تحت سقف واحد كأسرة موحدة، وتختفي الخلافات عند وصولي إلى عتبة البيت، فالنظام والعدل هو القانون الذي يحفظ الهدوء".

وأضاف الكتبي: "عملت في الجيش في شبابي عندما كانت الظروف أصعب، تعلمت الصبر والانضباط وحس المسؤولية، وهي الأخلاق التي غرستها في أبنائي، فحرصت على تعليمهم ومرافقتهم في دروب الحياة وتدريسهم القيم الإماراتية الأصيلة".

وفق سعيد بن حليط، فإن عائلته اليوم تبلغ 144 فرداً بين الأبناء والبنات والأحفاد، مؤكداً: "رزقني الله ب12 ولداً و13 بنتاً، أنجبوا بدورهم، وأنا أعتبر هذا نعمة يجب أن تُحفظ، فتسود المودة والاحترام، وكان مجلسي مفتوحاً للجميع".

"الأبناء موزعون في مناطق مختلفة بالإمارات، لكن المسافات لم تمنعهم من اللقاء المنتظم في البيت الكبير، فإنهم عزوتي وسندي"، أضاف الكتبي بفخر.

وفي زمن الشاشات الذكية، اختار الكتبي أن يُربي أبناءه على "السنع" الإماراتي وعلّمهم آداب الضيافة والأكل والمجالس العربية، مفاخراً بنجاحاته التربوية والمهنية.

سعيد بن حليط يحكي تجربته من خلال السعي الدؤوب بمساهمة عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الأجيال الجديدة بالعادات والتقاليد الإماراتية.

حظي تكريم من حاكم الشارقة ضمن فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، تعزيزاً لجهوده في جمع وحفظ التراث الإماراتي.

يملك الكتبي قصة طويلة مع الأرقام، فبعد تجربة 144 ابناً، تعكس مسيرته مع الأرقام بعداً روحياً، إذ أدى الحج 41 مرة والعمرة 129 مرة، معتبراً هذه التجارب مدرسة للشكر والرضا.

أعرب ابنه محمد الكتبي عن اعتزازه وفخره بإخوته، واصفاً إياهم "بالعزوة" والسند، مشيداً بتربية والدهم لهم على مبادئ المجتمع الإماراتي.

بقوة شخصية وروح قيادية، استطاع الكتبي جمع أسرة متماسكة، حتى خصص غرفة لاجتماعات دورية تُناقش فيها شؤون الأسرة وتعالج الخلافات بعقلانية.


مواد متعلقة