اكتشف العالم الخفي لفتيات الجيشا: الثقافة والأسرار وراء الجمال الياباني
الأحد 27 أبريل 2025 - 02:21 م

رغم مرور أكثر من 400 عام على ظهورهن، فإن فتيات الجيشا في اليابان لا يزلن جزءاً من الثقافة اليابانية، ولا زلن يحتفظن بعاداتهن وملابسهن، ومكانتهن بل أصبحن جزءاً لا يتجزأ من السياحة والفلكلور التراثي لليابان.
تعني كلمة "جيشا" في اللغة اليابانية المرأة التي تهـب روحها للفـن، مجسدة ذروة الجمال الياباني ورمز الأنوثة والحب المستحيل، ورغم أن الهدف الرئيسي للجيشا هو ترفيه الرجل، فإنه يقتصر على المحادثة وأداء الفنون التقليدية مثل الرقص والغناء والموسيقى وصنع الشاي التقليدي وتنسيق الزهور والكتابة بخط جميل.
تعددت الروايات حول أصول وظهور "الجيشا"، فبعض المؤرخين يرجعهم إلى العصور الأولى من تاريخ اليابان حيث عاشت جماعات كرست حياتها للفن والترفيه وكان أغلبهم من الرجال، ثم بدأت النساء بدخول هذه المهنة، فيما تعود الرواية الثانية إلى عصر "إيدو".
عمل "الجيشا" كان محوراً للجدل منذ القرن 18، حيث تم تشويه حقيقتهن لا سيما في الأوساط الغربية وبعض الأوساط اليابانية، إلا أن بعض المؤرخين يؤكدون أنهن يلتزمن بالأداء الفني وحده، وأنهن لا يقدمن عروضًا مساهمة في تقاليد الجيشا الأصلية.
تعيش الجيشا في أحياء تسمى "هاناماشي" في بيوت يابانية تقليدية تديرها امرأة كبار أو أم البيت "أوكاسان" غالباً ما تكون هي نفسها جيشا متقاعدة وتكرس معظم وقتها للفنون وتلقي الدروس في الألعاب وفنون المحادثة والمكياج والسقاية والشاي.
للجيشا وجه مميز باللون الأبيض، حيث يترك العنق غير ملون ما يشكل حرف "W"، وهذا يعتبر مقياس الجمال الياباني التقليدي، كما تستخدم المكياج بشكل معين، ترتدي الرداء التقليدي "كيمونو" المصنوع من الحرير الذي يظهر حركات الرقص، مع صندل "الغيتا" ذو كعب عال.
تحتاج فتاة الجيشا إلى تدريب يمتد من 5 إلى 6 سنوات لتحترف المهنة، ويطلق على فتيات الجيشا في فترة التدريب "مايكو"، وهن شابات تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 20 عاماً، يتطلب منهن صبراً طويلاً حيث يواجهن تراكم التدريبات المختلفة في الفنون.
تُعد حفلات الجيشا والمآدب التي تقيمها بمثابة تكريم لنزلائها، ويطلق عليها "أوزاشيكي"، وغالباً ما تدار هذه الحفلات بمعدل ساعتين لتناول العشاء، حيث يصل أجر فتاة الجيشا الواحدة لمبلغ كبير يصل إلى ٢٠ إلى ٤٠ ألف ين ياباني.
هوليوود أنتجت فيلم بعنوان "مذكرات فتاة جيشا" عام 2005، يعتمد على رواية صدر عام 1997، واجه الفيلم انتقادات في اليابان لعدم مصداقيته في تصوير الثقافة اليابانية، حيث عرض الجيشا بشكل تجاري، مما أغضب اليابانيين.
عدد فتيات الجيشا الحقيقيات شهد تراجعاً كبيراً منذ بداية القرن 20، حيث كان عددهن يصل إلى 80 ألفا، ولكن الآن العدد لا يتجاوز بضعة آلاف، لتصبح مهمة العثور على جيشا أصلية في اليابان تحدياً وفق وكالات السياحة.
مواد متعلقة
المضافة حديثا
الأكثر مشاهدة اليوم