مهرجان المرموم بدبي: لقاء حضارة الأجداد بروح العصر الحديث

الإثنين 12 مايو 2025 - 03:16 ص

مهرجان المرموم بدبي: لقاء حضارة الأجداد بروح العصر الحديث

مريم المرى

يُعد مهرجان المرموم التراثي للهجن، الذي ينظمه نادي دبي لسباقات الهجن، من أبرز الفعاليات السنوية بدولة الإمارات، حيث يعكس رؤية القيادة الرشيدة في الحفاظ على الموروث الشعبي، ويعزز مكانة الإبل كرمز تاريخي وثقافي يضيء على حياة الآباء والأجداد.

في عام 2008 تم تشييد مضمار خاص لسباقات الهجن في منطقة المرموم، ومنذ ذلك الوقت أصبحت المنطقة معروفة بمدينة دبي لسباقات الهجن، وتحولت إلى وجهة متكاملة تجمع بين الرياضة والتراث والسياحة.

يقع ميدان المرموم في منطقة سيح السلم بدبي ويُعد من أكبر الميادين لسباقات الهجن في المنطقة، حيث يضم مضامير متعددة تراوح أطوالها بين أربعة و15 كيلومتراً، بالإضافة إلى مسارات تدريبية وأخرى مخصصة للسباقات الرسمية.

كما يضم الميدان مستشفى دبي للجمال، الذي افتتح عام 2007، ويُعد أول مستشفى من نوعه في العالم لعلاج الإبل بمختلف التخصصات.

يعتبر مهرجان المرموم التراثي للهجن من أكثر الفعاليات الشعبية والجماهيرية استقطاباً، حيث يجذب سنوياً نخبة من الملاك والمضمرين من الإمارات ودول الخليج، الذين يتنافسون على جوائز ضخمة.

تُقام فعاليات المهرجان في قلب محمية المرموم الصحراوية، التي تُعد أكبر محمية طبيعية غير مسورة في الدولة، والتي تمتد على 10% من مساحة دبي، وتشتهر ببحيراتها وأراضيها الرطبة مثل بحيرات القدرة.

يضيف هذا البعد البيئي والسياحي الفريد نكهة خاصة إلى المهرجان.

يمثل المهرجان نافذة حية على التراث الإماراتي، ويعزز وعي الأجيال الجديدة بأهمية الإبل ودورها في تاريخ المجتمع، ويوفر منصة للتواصل بين الثقافات من خلال أجواء تراثية تتكامل مع الأسواق الشعبية وعروض الحرف اليدوية والمأكولات الإماراتية.

أكد علي سعيد بن سرود، المدير التنفيذي لنادي دبي لسباقات الهجن، أن مهرجان المرموم يواصل ترسيخ مكانته كواحد من أبرز المحطات في روزنامة السباقات الخليجية.

وأشار إلى أن الدعم اللامحدود من القيادة وتزايد الاهتمام من الملاك والمضمرين يعزز من قيمة الحدث مع مرور السنوات، مضيفاً أن التطور المستمر في المشاركة والبنية التنظيمية يشكل دافعاً لإنتاج نسخة نوعية تواكب تطلعات الجمهور وملاك الهجن.

أضاف بن سرود أنه في نسخة 2025 سيتم تقديم دروع لأصحاب المركزين الثاني والثالث في شوطي سيف الإمارات للحول المفتوح، سواء لهجن أصحاب السمو الشيوخ أو لهجن أبناء القبائل.

بينما أكد مطر علي بن هويدن، عضو اتحاد الإمارات لسباقات الهجن، على أهمية المهرجان كواحدة من أبرز الفعاليات التراثية، إذ أصبح وجهة سنوية لعشاق الأصالة وميداناً تتنافس فيه أقوى المطايا.

المشاركة في المهرجان تمثل بحد ذاتها إنجازاً وناموس يفتخر به أصحاب الهجن.


مواد متعلقة