تحوّل الشاي لرمز السلام على يد المعلّم سن جنشيتسو

وافقت الأوساط الثقافية والسياسية على نعي الدكتور سن جنشيتسو، الرئيس الخامس عشر لمدرسة أوراسينكيه المتخصصة بتعليم تقاليد الشاي الياباني.

أتيحت لجنشيتسو مكانة مرموقة ليس فقط في اليابان ولكن في كافة أنحاء العالم، حيث كان مسعاه هو تحويل كوب الشاي إلى رمز للسلام العالمي.

وكانت مدرسة أوراسينكيه قد أكدت وفاة الدكتور البالغ 102 عام، والذي اشتهر برؤيته للسلام من خلال كوب شاي. وقدم الشاي لقادة وملوك من بينهم الملكة إليزابيث والبابا يوحنا بولس الثاني.

بعد الحرب، سعى جنشيتسو إلى نشر فن الشاي الياباني في الولايات المتحدة منذ عام 1951، وترك آثاراً إيجابية من خلال محاضراته ولقاءاته الدولية.

أسس جنشيتسو في مسيرته العديد من الفعاليات والفصول الدراسية حول العالم، منها في الصين والفاتيكان وغيرها لنشر رسالة السلام عن طريق كوب شاي.

أقام أكثر من 300 مناسبة شاي في ما يزيد على 70 دولة. وضمّت جهوده أيضا تكريماً للضحايا في مواقع تاريخية مثل بيرل هاربور.

ظل جنشيتسو نشطًا بعد تقاعده الرسمي، وحظي بدرجات تكريم عديدة من اليابان ودول أخرى، مثلاً وسام جوقة الشرف الفرنسي.

شكل إرث جنشيتسو حلقة وصل ثقافية بين اليابان والإمارات، ومثالاً على التبادل الثقافي والتفاهم الدولي.

عام 2009، شهدت أبوظبي افتتاح كوخ الشاي الياباني جديد، أطلق عليه اسم الواحة الخضراء، تيمناً بحب الشيخ زايد للزراعة والطبيعة.

تؤمن مراسم الشاي التقليدية بأهميتها الروحية والاجتماعية؛ فهي تجمع بين المضيف والضيوف في تجربة جماعية مميزة تترك ذكريات لا تُنسى.

تأتي أهمية هذه الطقوس من سعيها لتحقيق الهدوء والسلام والانسجام، محولةً الحياة اليومية إلى لحظات من السعادة الحقيقية.

عززت مشاريعه الجسر الثقافي بين الإمارات واليابان، مما شكل إضافة هامة للتراث الإنساني الطويل الأمد.