خبراء: نقص التقدير في بيئة العمل يستنزف الكفاءات ويسبب الاحتراق الوظيفي

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 - 11:24 م

خبراء: نقص التقدير في بيئة العمل يستنزف الكفاءات ويسبب الاحتراق الوظيفي

ضاحى بن سرور

حذر خبراء ومختصون في مجال بيئات العمل من تنامي ظاهرة الاحتراق الوظيفي، معتبرين أنها أصبحت ظاهرة صامتة تستنزف طاقة الموظفين وتُلحق خسائر متزايدة بالمؤسسات. هذه الخسائر تتمثل إما في تراجع الإنتاجية أو في فقدان الكفاءات تدريجياً دون مغادرتهم الفعلية لأماكن عملهم. تعد هذه الظاهرة من أخطر التحديات لأنها تؤدي إلى بقاء الموظف جسدياً في موقع عمله ومغادرته نفسياً، ما ينعكس سلباً على الأداء.

أفاد مختصون لـ«الإمارات اليوم» أن الاحتراق الوظيفي يعد استهلاكاً نفسياً وجسدياً متواصلاً نتيجة الضغوط المستمرة في بيئة العمل، وغالباً ما يصيب الموظفين المجتهدين وأصحاب الطموح العالي بسبب الضغط الكبير أو غياب التقدير، أو العمل ضمن بيئات مهنية سامة تمتلئ بالصراعات.

حدد الخبراء 11 عَرَضاً يمكن أن تشير إلى إصابة الموظفين بالاحتراق الوظيفي، من بينها أعراض نفسية وسلوكية وجسدية مثل الشعور بالقلق والضغط المستمر، وعدم الارتياح، والإرهاق الجسدي والعقلي، بالإضافة إلى فقدان الحافز والشغف بالعمل، وارتباط ذلك بالتشاؤم والسلبية وصعوبة التركيز. تظهر سلوكيات مثل الانعزال والتأخير وضعف التفاعل، يقابلها أعراض مثل الصداع وآلام العضلات واضطرابات النوم وتغير الشهية.

حدد الخبراء أربعة أسباب أساسية تعد من العوامل الأكثر تأثيراً في دفع الموظف نحو الاحتراق الوظيفي، تشمل الضغوط المستمرة وغياب التوازن بين العمل والحياة، وضعف التقدير وسوء الممارسات الإدارية. يُعتبر القطاع الخاص، ولاسيما التعليم الخاص وخدمات الأعمال، من أكثر القطاعات عرضة للاحتراق الوظيفي بسبب قلة الاستقرار الوظيفي وضعف التقدير.

طالب الخبراء المؤسسات بأهمية توفير قنوات آمنة للشكاوى والاستماع إلى الموظفين، وعقد جلسات تواصل مفتوحة من دون خوف أو وصم، حيث يبقى كثير من الموظفين صامتين بشأن معاناتهم خشية فقدان وظائفهم أو اتهامهم بعدم القدرة على التحمل.

روى عدد من الموظفين في قطاعات مختلفة تجاربهم مع الاحتراق الوظيفي، مؤكدين أن الحالة تتسلل تدريجياً حتى تسلبهم الحماسة والشعور بالإنجاز، مطالبين بزيادة الوعي المؤسسي والسياسات التي تراعي التوازن بين العمل والحياة وتمنح التقدير قبل وصول الموظف إلى مرحلة الإرهاق الكامل.

قال (محمد. س) إن ضغوط العمل تجعل يومه لا ينتهي بخروجه من المكتب، بينما أكدت (ميادة. ع) أن غياب التقدير والدعم من الأسباب الرئيسة للاحتراق، بينما أضاف (إبراهيم. أ) أن الروتين وغياب فرص التطوير تفاقم شعور الاحتراق.

أوضح د. سعيد الطنيجي أن الاحتراق الوظيفي يعد نتيجة الانغماس الوظيفي المفرط، حيث يجعل الموظف من عمله محور حياته دون موازنة مع جوانب حياته الأخرى.

أكدت منى وضاح أن الاحتراق الوظيفي هو مشكلة مؤسسية أكثر من كونه مسؤولية فردية، مطالبة بتقدير الجهد المبذول وفتح قنوات آمنة للشكاوى في المؤسسات.

بيّن خبراء أن غياب الدعم ووجود التمييز يزيد من الضغوط ويفاقم الظاهرة، فيما دعت حصة الرئيس إلى ضرورة إدراك الموظف للمشكلة والبحث عن الدعم لاستعادة التوازن.

أكد د. سعيد الطنيجي على ضرورة توافر تواصل فعال بين الموظفين والإدارة، مشيراً إلى أهمية رضا الموظفين لتحقيق النجاح المؤسسي.


مواد متعلقة