تحسن العلاقات الهندية مع طالبان يزعج باكستان بشكل متزايد

الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 03:28 ص

تحسن العلاقات الهندية مع طالبان يزعج باكستان بشكل متزايد

منى شاهين

شهدت العلاقات بين باكستان وأفغانستان تصعيدًا جديدًا في المواجهات في أكتوبر، مترافقة مع توترات واضحة بين إسلام أباد ونيودلهي. اتهمت باكستان جارتها الهند بتأجيج الصراع من خلال تقديم الدعم لحركة طالبان الأفغانية. هذه الاتهامات جاءت على لسان رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الدفاع خواجة محمد آصف.

تاريخ العداء بين باكستان والهند يمتد منذ تقسيم شبه القارة الهندية في 1947، حيث خاضت الدولتان حروبًا متعددة وتبادلت الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة لزعزعة استقرار كل منهما الأخرى.

مؤخرًا، شهدت العلاقات الهندية الأفغانية تقاربًا كبيرًا، ما جعل باكستان تقف في حذر، خاصة بعد زيارة وزير خارجية حكومة طالبان، أمير خان متقي، إلى نيودلهي في التاسع من أكتوبر. تلك الزيارة كانت الأولى من نوعها لمسؤول كبير من حركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في 2021.

انفجارات شهدتها العاصمة الأفغانية كابول وسوق قريب من الحدود الباكستانية، جاءت بالتزامن مع زيارة متقي للهند، مما أثار سلسلة من ردود الفعل من قبل إسلام أباد. ألقى الخبير في العلاقات الدولية، وحيد فقيري، الضوء على هذه التحركات معتبراً أنها أتت لتأجيج توترات قائمة بين الدولتين الجارتين.

وحتى وإن لم تتبنى أي جهة مسؤولية انفجارات التاسع من أكتوبر، قامت حكومة طالبان باتهام باكستان بتنفيذ تدخلات غير مسبوقة، مع تنفيذها لهجمات مضادة. الأمر أدى إلى تصاعد الأوضاع بشكل غير مسبوق.

أدى العداء الدائر إلى قصف مدفعي وغارات بطائرات مسيّرة لأكثر من أسبوع، ما وضع الدولتين في حالة من التوتر غير مسبوقة منذ سنوات. بعد انهيار وقف إطلاق النار الأول، توصّل الطرفان لاتفاق ثانٍ في 19 أكتوبر في محاولة لاحتواء الوضع.

التوترات تعمقت أيضاً بسبب الهجمات المسلحة التي كانت تُنسب إلى حركة طالبان باكستان، والتي يتم دفعها أحياناً من داخل الأراضي الأفغانية، ما أدى إلى خسائر بشرية فادحة في صفوف الجيش والشرطة الباكستانية، اكثر من 100 عنصر في هجمات وقعت في أكتوبر.

المخاوف من تأثير حملة العنف المتزايدة أدت إلى حملة ترحيل جماعية للمهاجرين الأفغان. تشير تقارير إلى أن الدعوات بترحيلهم تأتي بتهمة تأجيج الجريمة في باكستان.

مسؤولون باكستانيون عبّروا عن استياءهم من زيارة متقي للهند، مشيرين إلى أن الهند تحاول تعزيز نفوذها في أفغانستان على حساب الموقف الباكستاني. تتهم باكستان أيضاً نيودلهي بدعم طالبان باكستان، فيما ترفض الهند مثل هذه الاتهامات مؤكدة أن باكستان تهرب من مشاكلها الداخلية.

وعلى الرغم من الصورة المتضاربة للتقارب الهندي-الأفغاني، إلا أن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن متقي عبّرت عن تضامن مع الهند بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في أبريل، ما أثار موجة من الانتقادات والغضب في باكستان.

الهجوم الذي وقع في كشمير أكد على حساسية المنطقة المتنازع عليها، وقد أثار صراً جديداً بين الهند وباكستان استمر لأربعة أيام، بعدما اتّهمت نيودلهي إسلام أباد بتقديم الدعم للجماعات المسلحة.

في ختام المناقشات، أعربت الهند عن نيتها بترقية بعثتها الدبلوماسية في كابول إلى مستوى سفارة كاملة، ما يعني تعزيز العلاقات الثنائية بشكل واضح. وبالرغم من عدم الاعتراف العالمي بحكومة طالبان إلا أن البلاد تسير بحذر نحو استعادة موقعها الدولي.

وفي الختام، يبدو أن العلاقات المعقدة بين باكستان والهند وأفغانستان لا تزال تشكل تحديات كبيرة في المنطقة، حيث تتنازع القوتان النوويتان النفوذ والاستقرار الإقليمي.


مواد متعلقة