صعوبة متزايدة في طريق الحصول على الجنسية الأميركية تحت إدارة ترامب

الإثنين 20 أكتوبر 2025 - 03:59 ص

صعوبة متزايدة في طريق الحصول على الجنسية الأميركية تحت إدارة ترامب

ناصر البادى

تعمل إدارة البيت الأبيض على تشديد إجراءات التجنيس، وأصبح اجتياز الامتحان الشفهي للمهاجرين الراغبين في الجنسية الأميركية أكثر صعوبة، وهو ما بات واضحاً مع الاختبار الجديد الذي يبدأ هذا الشهر، حيث أصبح أطول وأكثر تعقيداً.

سيتعين على حاملي البطاقة الخضراء الذين يتقدمون للحصول على الجنسية بعد 20 أكتوبر الإجابة عن ضعف عدد الأسئلة الصحيحة في مقابلة التربية المدنية، فيما ستزداد قائمة الأسئلة المحتملة لتحوي المزيد من الأسئلة المعقدة.

الاختبار الجديد الذي أعلنت عنه دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية يعتبر خطوة لضمان اندماج المواطنين الجدد بشكل كامل في المجتمع الأميركي ويساهمون في عظمته.

تعتبر هذه التغييرات جزء من محاولات إدارة ترامب لتقليل قدرة المهاجرين وحاملي التأشيرات على دخول الولايات المتحدة أو الاستقرار فيها، مما يجعل عملية الحصول على الجنسية أكثر صعوبة.

تتطلب النسخة الجديدة من اختبار الجنسية 12 إجابة صحيحة من أصل 20، وزاد عدد الأسئلة المحتملة من 100 إلى 128، وتعد الأسئلة الجديدة أصعب من سابقتها.

يشتمل التغيير على أسئلة جديدة مثل: "لماذا دخلت الولايات المتحدة حرب الخليج؟"، والجواب وفقاً للدليل الرسمي هو: "لإجبار الجيش العراقي على الخروج من الكويت".

إلى جانب ذلك، سيحتاج المتقدمون للحصول على الجنسية إلى إثبات تمتعهم بحسن السير والسلوك بالإضافة إلى اجتياز اختبار التربية المدنية المكثف.

حسن السيرة والسلوك كان يعني سجلاً نظيفاً، أما الآن يحتاج المتقدم للحصول على الجنسية إلى تقديم أدلة ملموسة عن إسهاماته الإيجابية في المجتمع الأميركي.

سيخضع المتقدمون للجنسيات لفحص أكثر دقة لخلفياتهم، وقد يتضمن ذلك إجراء مقابلات مع زملاء العمل أو أفراد العائلة أو الجيران.

رغم هذه الإجراءات، يعتبر بعض المدافعين عن حقوق المهاجرين هذه التغييرات عقبات جديدة في عملية التجنيس المعقدة أساساً.

وفقاً لجولي ميتشل، المديرة القانونية لمركز موارد أميركا الوسطى، يصعب تصور تأثيرات هذه التغييرات دون أن تؤثر سلباً على عدد المتقدمين القادرين على إتمام عملية التجنيس.

تشير التغييرات أيضاً إلى المعايير الغامضة التي ستُستخدم لتقييم حسن السير والسلوك، ما يزيد من غموض العملية.

يبقى السؤال مطروحاً عن ضرورة بعض هذه التغييرات في ظل عدم وجود دلائل على أن عملية التجنيس القديمة كانت تعاني من عيوب جدية.

يشير بعض الأكاديميين مثل أماندا فروست إلى عدم وجود دليل على أن التجنيس في الولايات المتحدة شمل أشخاصاً غير مؤهلين أو لا يشاركون القيم الأميركية.

بالرغم من هذه التغييرات، لا يزال كثير من المتقدمين يحلمون بالحصول على الجنسية، ما يتيح لهم، من بين أمور أخرى، حق التصويت والمشاركة الكاملة كمواطنين.

تتأثر الحياة اليومية وتطلعات المهاجرين بالجولات المستمرة من التغيير والتعديل في سياسات الهجرة والجنسية في الولايات المتحدة.

إن عمليات الإغلاق الحكومي وقرار إلغاء بعض المقابلات ومراسم التجنيس زادت من القلق بين من يسعون للحصول على الجنسية الأميركية.

وتنبع هذه المخاوف بسبب عدم وضوح عدد المواعيد التي أُلغيت أو تأخرت، مما يعكس أثر الجمود السياسي في واشنطن على حياة المهاجرين.

ونتيجة لهذه العقبات، فإن الكثير من المهاجرين وذويهم يشعرون بالقلق حول مستقبلهم في الولايات المتحدة، ويبقى الاختبار الأصعب هو إيجاد سر لإبطاء هذه التغيرات بما يضمن لهم حياة أكثر استقراراً.


مواد متعلقة