الذكاء الاصطناعي يغير دور الطلبة من نشطاء إلى مستهلكين

الأحد 09 نوفمبر 2025 - 11:00 م

الذكاء الاصطناعي يغير دور الطلبة من نشطاء إلى مستهلكين

ميساء الشيخ

حذر الأكاديميون من الاعتماد المفرط للطلبة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحصيل المعلومات وإعداد البحوث، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى خفض كفاءاتهم في التحليل والتفكير النقدي والإبداعي. هذه الآثار تستدعي تحديث معايير النزاهة الأكاديمية لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي في التعليم.

التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي يشكل تحدياً للنزاهة الأكاديمية، مما يتطلب مقاربة متكاملة من جميع الأطراف المعنية في المجال الأكاديمي، لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة تعزز النزاهة الأكاديمية دون أن تحل محل الجهد البشري.

قد يتيح الذكاء الاصطناعي تحسين نتائج الأبحاث بفضل قدرته على تحليل البيانات بشكل فعال، لكن الاعتماد المفرط عليه قد يؤدي إلى توليد جيل غير قادر على التفكير النقدي والتفكير الذاتي. يتطلب الحل تطوير نظام التعليم التقليدي للحفاظ على مهارات التذكر والتحليل.

أكد عميد كلية الإعلام بجامعة ليوا على أهمية تعزيز معايير النزاهة الأكاديمية وتوضيحها للطلبة منذ البداية لتفادي الانتهاكات، ويقترح استخدام تطبيقات التحقق مثل «SafeAssign» لضمان أصالة الأعمال المقدمة من الطلاب.

دور الجامعات مهم في مراقبة اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي، وتشجيعهم على استخدامه كمساعد وليس بديلاً للتفكير الذاتي، مع تفعيل خاصيات اكتشاف النصوص المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي لتحقيق العدالة الأكاديمية.

استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب وعيًا بمخاطر الغش الأكاديمي، ويجب توعية الطلبة بهذا الأمر من خلال ورش عمل ودورات تدريبية، وتعريفهم بالسياسات والإجراءات التأديبية المتعلقة بالنزاهة الأكاديمية منذ البداية.

اقترح أستاذ علوم الحاسوب تطوير معايير النزاهة الأكاديمية لتشمل النزاهة الرقمية، والإفصاح عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن طرائق تعليمية تنمي التفكير النقدي والإبداعي بين الطلبة.

يجب تدريس مبادئ أخلاق الذكاء الاصطناعي في الجامعات لإرشاد الطلبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، وإنشاء مراكز للطريقة السليمة لاستخدام هذه الأدوات والتدريب عليها.

أكدت أستاذة علوم البيانات على أن النزاهة الأكاديمية في عصر الذكاء الاصطناعي تتطلب أدوات تقنية وسياسات محكمة، حيث يجب تحسين تصميم التقييمات لقياس الفهم والتحليل بشكل دقيق، لا مجرد اكتشاف النصوص المنتجة آلياً.

المعلم له دور كبير في تحفيز الطلبة على الابتكار والتعلم بدلاً من السعي وراء الدرجات فقط. يبرز أهمية التقدير للفكر الإنساني والبصمة الإبداعية وسط أدوات الذكاء الاصطناعي.

تحتاج الجامعات إلى سياسات واضحة تمكن الطلبة من استخدام التقنيات الحديثة دون أن تضعف من الجهد الفردي. التدريب العملي على استخدام التقنيات الوليدة يعتبر أمرًا حتميًا لتعزيز النزاهة الأكاديمية.

يجب تماشي معايير سوق العمل مع المهارات الشخصية التي تشمل التفكير النقدي والنزاهة. التكنولوجيا يمكن أن توفر أتمتة للنصوص، لكنها لا تستطيع خلق ضمير مسؤول.

دراسة حديثة أظهرت أن 94% من الطلبة في الإمارات يستخدمون الذكاء الاصطناعي، لكن البعض يعاني من ضغوط بسبب المخاوف المتعلقة بالانتحال وتسريب البيانات.

المعايير الأساسية للنزاهة الأكاديمية تشمل الأصالة والاحترام والامتثال لضوابط التقييم. ضروري التعامل مع التطورات التكنولوجية بمسؤولية لتوفير تكافؤ الفرص والحفاظ على التركيز على الجهد الشخصي والتعلم النشط.


مواد متعلقة