الأميركيون يتهافتون لتخزين البضائع لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة

الأحد 06 أبريل 2025 - 06:58 ص

الأميركيون يتهافتون لتخزين البضائع لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة

منى شاهين

منذ الإعلان عن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم جمركية جديدة، ارتبك الأمريكيون وسارعوا إلى زيادة مقتنياتهم من السلع. في وقت جائحة كوفيد-19، لم يكن المستهلكون يتوقعون ارتفاع الأسعار، ولكن مع الرسوم الجديدة، أصبحوا يشعرون بالخطر. توقع الاقتصاديون أن تؤدي الرسوم إلى زيادة أسعار العديد من المنتجات.

كانت هناك حالة من الترقب والتوتر بين الأمريكيين قبل إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية بنسبة 10% على السلع المستوردة، بالإضافة إلى رفع الرسوم من دول أخرى مثل الصين والهند. زيادة توقعات التضخم كانت واضحة في استطلاع رأي حول ثقة المستهلك أجرته جامعة ميشيغان في مارس. على الرغم من تباطؤ ارتفاع الأسعار في فبراير، كان هناك توجه بصبر وانتظار قبل أن يعدل الكثير منهم إنفاقهم، بالتفكير أن تهديدات ترامب هي تكتيك تفاوضي.

ويصف المحاضر في جامعة "ويليام آند ماري"، بيتر أتووتر، أن تهديدات ترامب تحولت إلى واقع ملموس للكثيرين الذين كانوا يغفلون عن أخبار الرسوم الجمركية سابقاً. بعد ظهر الأربعاء، نشرت الشخصية التلفزيونية مارك كوبان عبر منصة "بلو سكاي"، داعياً متابعيه لتخزين المنتجات الضرورية قبل أن ترتفع أسعارها.

في انتشار لنصائح كوبان، قام بعض المتسوقين بتخزين البضائع في محلات السوبرماركت ومتاجر الإلكترونيات، فيما أكد آخرون أنهم سيتعاملون مع الزيادات في الأسعار إذا ظهرت. وذكر نويل بيغيرو، ذو 50 عاماً، أنه أنفق حوالي 3000 دولار على الإلكترونيات وقطع غيار السيارات ومعدات البستنة من مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس.

وتحدث بيغيرو عن مساعيه لشراء جهاز تلفاز من ماركة "هايسنس" صيني الصنع. رغم أنه كان صعب الحصول عليه، أصر على التوسل إلى موظف المتجر ليحتفظ له بالجهاز. في مكان آخر، كانت أندريا سانابريا تخزن البقالة لعائلتها في "كوستكو" في "نيو أورلينز"، مع التركيز على ما تحتاج إليه باستمرار لتفادي ارتفاع الأسعار.

وقالت سانابريا أنها تشتري كميات أكبر لتقليل الحاجة للخروج لتناول الطعام، وتسعى لتكون استراتيجية في إنفاقها بسبب دخل زوجها المحدود. كما أصبحت طلبات المشورة المالية غير المعتادة أكثر شيوعاً، حيث أفادت المستشارة المالية كيلي لونغ بتلقي أسئلة حول الادخار النقدي وتحويل الأصول إلى ذهب و"بيتكوين".

تشعر جيا مينغ جو، الرئيسة التنفيذية لشركة أدوية صينية، بالقلق بسبب تأثير الرسوم الجمركية على حياتها الشخصية والمهنية. لاحظت ارتفاع تكاليف التصنيع خلال جائحة كوفيد-19 وفقدت منزلها في حرائق لوس أنجلوس بداية العام.

في إطار استعداداتها للرسوم المحتملة، قامت جو بتخزين الأعشاب الصينية وطلبت منتجات غذائية بشكل كبير من السوق، وعبرت عن امتنانها لاختيارات التسوق العديدة في الولايات المتحدة، مضيفةً أن الرسوم الجمركية قد تؤدي لتغيير هذا الواقع.

وترى أستاذة علم النفس ويندي والش أن التأثير النفسي والاجتماعي للرسوم الجمركية كبير، خاصة عندما أدركت أن زيارة عائلتها الكندية باتت أكثر صعوبة وتكلفة. استخدمت والش منصة "أمازون" لشراء كافة متطلباتها بسعر 578 دولاراً، مؤكدة شعورها بجاهزية كاملة لمواجهة التحديات الاقتصادية القادمة.

الكثير من الأمريكيين يتخذون منهج الانتظار والترقب في تعديل إنفاقهم، معتقدين في البداية أن تهديدات ترامب بالحرب التجارية ليست سوى تكتيك تفاوضي. لكن بعد القرارات، يبحثون عن طرق لحماية مدخراتهم بالتحولات المالية، وهو ما يعكس القلق المتزايد حول وضعهم المالي المستقبل.


مواد متعلقة